" صفحة رقم ١٠٠ "
وكّل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله، فإذا مات، قال الملكان اللّذان وكّلا به يكتبان عمله : قد مات فلان، فيأذن لنا، فنصعد إلى السماء، فيقول الله سبحانه : سمائي مملوءة من ملائكتي يسبِّحون، فيقولان : نقيم في الأرض. فيقول الله سبحانه : أرضي مملوءة من خلقي يسبِّحون. فيقولان : فأين ؟ فيقول : قوما على قبر عبدي. فكبّراني، وهللاني، واكتبا ذلك لعبدي ليوم القيامة ).
ق :( ١٨ ) ما يلفظ من.....
) مَا يَلْفِظُ ( يتكلّم. ) مِنْ قَوْل إِلاَّ لَدَيْهِ ( عنده ) رَقِيبٌ ( حافظ ) عَتِيدٌ ( حاضر، وهو بمعنى المعتد من قوله :) اعتدنا ( والعرب تعاقب بين ( التاء ) و ( الذال ) لقرب مخرجهما، فيقول : اعتددت، وأعذدت، وهرذ، وهرت، وكبذ، وكبت، ونحوهما، قال الشاعر :
لئن كنت مني في العيان مغيباً
فذكرك عندي في الفؤاد عتيد
ق :( ١٩ ) وجاءت سكرة الموت.....
) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ( أي وجاءت سكرة الحقّ بالموت ؛ لأنّ السكرة هي الحقّ، فأضيفت إلى نفسه لاختلاف الإسمين وقيل : الحقّ هو الله عزّ وجلّ، مجازه وجاء سكرة أمر الله بالموت. أنبأني عقيل، قال : أخبرنا المعافى، قال : أخبرنا جوير. قال : حدّثنا ابن المثنى، قال : حدّثنا محمد بن جعفر، قال : حدّثنا شعبة، عن واصل، عن أبي وائل قال : لما كان أبو بكر يقضي، قالت عائشة :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر : يا بنية لا هو لي، ولكنّه كما قال الله سبحانه :) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ( أي تكره، عن ابن عبّاس، وقال الحسن : تهرب. الضحّاك : تروغ. عطاء الخراساني : تميل. مقاتل بن حيان : تنكص.
وأصل الحيد الميل، يقال : حدت عن الشيء أحيد حيداً، ومحيداً إذا ملت عنه. قال طرفة :
أبا منذر رمت الوفاء فهبته
وحدت كما حاد البعير عن الدحض
ق :( ٢٠ ) ونفخ في الصور.....
) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ( يعني نفخة البعث. ) ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ( الذي وعده الله سبحانه للكفّار يلعنهم فيه.
ق :( ٢١ ) وجاءت كل نفس.....
) وَجَاءَتْ ( ذلك اليوم ) كُلُّ نَفْس مَعَهَا سَائِقٌ ( يسوقها إلى المحشر ) وَشَهِيدٌ ( شهد عليه بما عملت في الدّنيا من خير أو شرّ. وروي أنّ عثمان بن عفّان خطب، وقرأ هذه الآية،