" صفحة رقم ١١١ "
عن هذا القول، أي من أجله وسببه عن الإيمان من صرف، وذلك أنهّم كانوا يتلقون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون له : إنّه ساحر وكاهن ومجنون، فيصرفونه عن الإيمان، وهذا معنى قول مجاهد.
وقد يكون ( عن ) بمعنى ( أجل ). أنشد العبسي :
عن ذات أولية أُساودُ ربّها
وكأن لون الملح فوق شفارها
أي من أجل ناقة ذات أوليه.
الذاريات :( ١٠ ) قتل الخراصون
) قتل ( لعن ) الخرّاصون ( الكذابون.
وقال ابن عباس : المرتابون، وهم المقتسمون الذين اقتسموا عقاب الله، واقتسموا القول في النبي ( ﷺ ) ليصرفوا الناس عن دين الإسلام.
وقال مجاهد : الكهنة.
الذاريات :( ١١ ) الذين هم في.....
) الذين هم في غمرة ( : شبهة وغفلة ) ساهون ( : لاهون.
الذاريات :( ١٢ ) يسألون أيان يوم.....
) يسألون أيان يوم الدين ( متى يوم القيامة استهزاءً منهم بذلك وتكذيباً.
الذاريات :( ١٣ ) يوم هم على.....
قال الله سبحانه وتعالى :) يوم هم ( أي يكون هذا الجزاء في يوم هم ) على النار يُفتنون ( يُعذّبون ويُحرقون ويُنضَجون بالنار كما يفتن الذهب بالنار. ومجازه بكلمة ( على ) ههنا : أنهم موقوفون على النار، وقيل : هو بمعنى الباء.
الذاريات :( ١٤ ) ذوقوا فتنتكم هذا.....
ويقول لهم الخزنة :) ذوقوا فتنتكم هذا ( ولم يقل هذه ؛ لأنّ الفتنة هاهنا بمعنى العذاب، فردّ الإشارة إلى المعنى ) الذي كنتم به تستعجلون ٢ )
الذاريات :( ١٥ - ١٦ ) إن المتقين في.....
) إن المتقين في جنان وعيون آخذين ما آتاهم ربهم ( من الثواب وأنواع الكرامات.
وقال سعيد بن جبير : تعني آخذين بما أمرهم ربّهم، عاملين بالفرائض التي أوجبها عليهم.
) إنهم كانوا قبل ذلك ( قبل دخولهم الجنة ) محسنين ( في الدنيا، وقيل : قبل نزول الفرائض محسنين في أعمالهم.
الذاريات :( ١٧ ) كانوا قليلا من.....
) كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ( اختلف العلماء في حكم ( ما )، فجعله بعضهم جحداً، وقال : تمام الكلام عند قوله :) كانوا قليلا ( أي كانوا قليلا من الناس، ثم ابتدأ ) ما يهجعون ( أي لا ينامون بالليل، بل يقومون للصلاة والعبادة، وجعله بعضهم بمعنى ( الذي )، والكلام متّصل


الصفحة التالية
Icon