" صفحة رقم ١١٩ "
َ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ إِنِّى لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ اللَّهِ إِلَاهاً ءَاخَرَ إِنِّء لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ كَذَلِكَ مَآ أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ الَّذِى يُوعَدُونَ ( ٢
الذاريات :( ٤٦ ) وقوم نوح من.....
) وقوم نوح ( قرأ أبو عمرو والاعمش وحمزة والكسائي وخلف ( وقوم ) بجرّ الميم في ) قوم نوح (، وقرأ الباقون بالنصب، وله وجوه : أحدهما : أن يكون مردوداً على الهاء والميم في قوله ) فأخذتهم الصاعقة ( أي وأخذت قوم نوح، والثاني : وأهلكنا قوم نوح، والثالث : واذكر قوم نوح ) من قبل ( أي من قبل عاد وثمود وقوم فرعون ) إنهم كانوا قوما فاسقين ٢ )
الذاريات :( ٤٧ ) والسماء بنيناها بأيد.....
) والسماء بنيناها بأيد ( بقوة ) وإنّا لموسعون ( قال ابن عباس قادرون، وعنه أيضاً : لموسعون الرزق على خلقنا. الضحاك : أغنياء، دليله قوله سبحانه ) على الموسع قدره ( القتيبي : ذوو سعة على خلقنا. الحسين بن الفضل : أحاط علمنا بكل شيء. الحسن : مطبقون.
الذاريات :( ٤٨ ) والأرض فرشناها فنعم.....
) والأرض فرشناها ( بسطنا ومهدّنا لكم ) فنعم الماهدون ( الباسطون، والمعنى في الجمع التعظيم.
الذاريات :( ٤٩ ) ومن كل شيء.....
) ومن كل شيء خلقنا زوجين ( صنفين ونوعين مختلفين كالسماء والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، والبر والبحر، والسهل والجبل، والشتاء والصيف، والجن والانس، والكفر والإيمان، والشقاوة والسعادة، والحق والباطل، والذكر والانثى، والجنة والنار. ) لعلّكم تذكرون ( فتعلمون أنّ خالق الأزواج فرد.
الذاريات :( ٥٠ ) ففروا إلى الله.....
) ففرّوا إلى الله ( أي : فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان ومجانبة العصيان.
قال ابن عباس : فرّوا منه إليه، واعملوا بطاعته، وقال أبو بكر الورّاق : فرّوا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرَّحْمن، وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن يوسف قال : حدّثنا محمد بن حمدان بن سفيان، قال : حدّثنا محمد بن زياد قال : حدّثنا يعقوب بن القاسم، قال : حدّثنا محمد بن معز عن محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان في قوله سبحانه ) ففرّوا إلى الله ( قال : اخرجوا إلى مكة. الحسين بن الفضل : احترزوا من كل شيء دونه، فمن فرّ إلى غيره لم يمتنع منه.
قال الجنيد : الشيطان داع إلى الباطل، ففرّوا إلى الله يمنعكم منه. ذو النون : ففرّوا من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الشكر. عمرو بن عثمان : فرّوا من أنفسكم إلى ربّكم