" صفحة رقم ١٢٠ "
الواسطي : فرّوا إلى ما سبق لكم من الله ولا تعتمدوا على حركاتكم. سهل بن عبدالله : فرّوا مما سوى الله إلى الله. ) إني لكم منه نذير مبين ٢ )
الذاريات :( ٥١ ) ولا تجعلوا مع.....
) ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إنّي لكم منه نذير مبين (.
الذاريات :( ٥٢ ) كذلك ما أتى.....
) كذلك ( أي : كما كفر بك قومك، وقالوا ساحر ومجنون كذلك ) ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلاّ قالوا ساحر أو مجنون (.
الذاريات :( ٥٣ ) أتواصوا به بل.....
) أتواصوا به ( أوصى بعضهم بعضاً بالتكذيب وتواطؤوا عليه، والألف فيه ألف التوبيخ. ) بل هم قوم طاغون ( عاصون.
الذاريات :( ٥٤ ) فتول عنهم فما.....
) فَتَولَّ ( فأعرض ) عنهم فما أنت بملوم ( فقد بلّغتَ ما أُرسلتَ به وما قصّرتَ فيما أُمرتَ.
قال المفسرون : فلمّا نزلت هذه الآية حزن رسول الله ( ﷺ ) واشتدّ ذلك على أصحابه، ورأوا أن الوحي قد انقطع وأنّ العذاب قد حضر، فأنزل الله سبحانه
الذاريات :( ٥٥ - ٥٦ ) وذكر فإن الذكرى.....
) وذكّر إنّ الذكرى تنفع المؤمنين وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدونِ ( قال علي بن أبي طالب : معناه إلاّ لآمرهم أن يعبدون، وأدعوهم إلى عبادتي، واعتمد الزجاج هذا القول، ويؤيده قوله ) وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الهاً واحداً ( وقوله :) وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين (.
قال ابن عباس : ليقرّوا لي بالعبوديه طوعاً أو كرهاً.
فإن قيل : فكيف كفروا وقد خلقهم للإقرار بربوبيته والتذلّل لأمره ومشيئته، وأنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضى عليهم ؟
( قلنا :) لأنّ قضاءه جار عليهم ولا يقدرون الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنّما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأمّا التذلّل لقضائه فإنّه غير ممتنع فيه، وقال مجاهد : إلاّ ليعرفونِ.
ولقد أحسن في هذا القول لأنّه لو لم يخلقهم لما عرف وجوده وتوحيده، ودليل هذا التأويل قوله :) ولئن سألتهم ( الآيات.
وروى حيّان عن الكلبي : إلاّ ليوحّدونِ، فأمّا المؤمن فيوحّده في الشدّة والرخاء، وأمّا الكافر فيوحده في الشدّه والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله سبحانه :) فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الديّن ( الآية.
وقال عكرمة : إلا ليعبدونِ ويطيعونِ. فأُثيب العابد وأعاقب الجاحد، وقال الضحاك وسفيان : هذا خاص لأهل عبادته وطاعته. يدلّ عليه ( ما ) قرأهُ ابن عباس :) وما خلقت الجن والإنس ( من المؤمنين ) إلاّ ليعبدونِ (. قال في آية أُخرى :) ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس ( وقال بعضهم : معناه وما خلقت السعداء من الجن والإنس إلاّ لعبادتي، والأشقياء