" صفحة رقم ٢٤٥ "
وقال الشعبي : المصيبة : ما يكون من خير وشرّ وما يسيء ويسرّ.
الحديد :( ٢٣ ) لكي لا تأسوا.....
ودليل هذا التأويل قوله سبحانه :) لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ( فذكر الحالتين جميعاً :) إلاّ في كتاب ( يعني : اللوح المحفوظ ) من قبل أن نبرأها ( : من قبل أن نخلق الأرض والأنفس.
وقال ابن عباس : يعني المصيبة.
وقال أبو العالية : يعني النسَمَة
) إنّ ذلك على الله يسير ( إن خلق ذلك وحفظه على الله هيّن.
أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمّد بن مخلد قال : أخبرنا داود قال : حدّثنا عبيد قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا الربيع بن أبي صالح قال : دخلت على سعيد بن جبير في نفر فبكى رجل من القوم، فقال : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لما أرى بك ولما يذهب بك إليه. قال : فلا تبكِ، فإنّه كان في علم الله سبحانه أن يكون، ألم تسمع إلى قول الله عزّ وجلّ :) ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ( الآية.
) لكيلا اتأسوا ( : تحزنوا ) على ما فاتكم ( من الدنيا، ) ولا تفرحوا ( : تبطروا ) بما آتاكم (. قراءة العامّة بمدّ الألف، أي ( أعطاكم )، واختاره أبو حاتم. وقرأ أبو عمرو بقصر الألف أي :( جاءكم )، واختاره أبو عبيد، قال : لقوله سبحانه :) فاتكم ( ولم يقل :( أفاتكم ) فجعل له، فكذلك ( أتاكم ) جعل الفعل له ليوافق الكلام بعضه بعضاً.
قال عكرمة : ما من أحد إلاّ وهو يفرح ويحزن فاجعلوا للفرح شكراً وللحزن صبراً.
) والله لا يحبّ كلّ مختال فخور ( : متكبّر بما أُوتي من الدنيا، فخور به على الناس.
وقال ابن مسعود : لأن ألحسَ جمرة أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت، أحبّ إليّ من أن أقول لشيء كان : ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن : ليته كان.
وقال جعفر الصادق :( يا بن آدم، مالك تأسّف على مفقود لا يردّه إليك الفوت ؟ ومالك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت ؟ ).
وقيل لبزرجمهر : ما لك أيها الحكيم لا تأسف على ما فات ولا تفرح بما هو آت ؟ فقال : لأنّ الفائت لا يتلافى بالعبرة، والآتي لا يستدام بالحبرة