" صفحة رقم ٢٥٧ "
الزهري ) أكثر ( بالباء، ) إلاّ هو معهم أينما كانوا ثم ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ الله بكلّ شيء عليم (.
٢ ( ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُواْ عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِىأَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( ٢
المجادلة :( ٨ ) ألم تر إلى.....
) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ( الآية قال ابن عباس : نزلت في اليهود والمنافقين وذلك أنّهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين، وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم، فإذا رأى المؤمنون نجواهم قالوا : ما نراهم إلاّ وقد بلغهم عن أقربائنا وإخواننا الذين خرجوا في السرايا قتل أو موت أو مصيبة أو هزيمة، فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم، فلا يزالون كذلك حتى يقدم أصحابهم وأقرباؤهم. فلمّا طال ذلك وكثر شكوا إلى رسول الله ( ﷺ ) فأمرهم ألاّ يتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك، وعادوا إلى مناجاتهم، فأنزل الله سبحانه هذه الآية.
وقال مقاتلان : أنزلت في اليهود، وكانت بينهم وبين النبي ( ﷺ ) موادعة، فإذا مرّ بهم رجل من أصحاب النبيّ ( ﷺ ) ( عليه السلام ) جلسوا يتناجون فيما بينهم حتى ينظر المؤمن أنّهم يتناجون بقتله أو بما يكره، فينزل الطريق عليهم من المخافة، فبلغ ذلك النبي ( عليه السلام ) فنهاهم عن النجوى فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى، فأنزل الله سبحانه هذه الآية. وقال ابن زيد : كان الرجل يأتي رسول الله ( ﷺ ) يسأله الحاجة ليُريَ الناس أنّه قد ناجى فيقول لهم : إنّما يتناجون في حرب حضرت، أو جمع قد جمع لكم، أو أمر مهمّ قد وقع، فأنزل الله سبحانه :) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ( أي المناجاة. ) ثم يعودون لما نهوا عنه ( أي يرجعون إلى المناجاة التي نهوا عنها ) ويتناجون (، قرأ يحيى والأعمش وحمزة ( ينتجون ) على وزن ( يفتعلون )، وقرأ الباقون ) يتناجون ( على وزن ( يتفاعلون )، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقوله :) إذا تناجيتم ( و ) تناجوا ( ولم يقل ( أنتجيتم ) و ( انتجوا ). ) بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ( وقرأ الضحّاك :( ومعصيات الرسول ) فيهما بالجمع ) وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيّك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا الله حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير ( وذلك أنّ اليهود كانوا يدخلون على ر سول الله ( ﷺ ) فيقولون : السام عليك. فيرد عليهم رسول الله :( وعليكم ). ولا يدري ما يقولون، والسام الموت، فإذا خرجوا قالوا : لو كان نبيّاً لعُذّبنا واستجيب فينا وعرف قولنا. فدخلوا عليه ذات يوم وقالوا : السام عليك. ففطنت عائشة خ إلى قولهم وقالت : وعليكم السام والذام