" صفحة رقم ٧٦ "
لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِّنَ الاَْمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَاكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الاِْيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَائِكَ هُمُ الرَاشِدُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( ٢
الحجرات :( ٤ ) إن الذين ينادونك.....
) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ ( يعني أعراب تميم، حيث نادوا : يا محمّد اخرج علينا، فإنّ مدحنا زين وذمّنا شين، قاله قتادة. قال ابن عبّاس : بعث رسول الله ( ﷺ ) سرية إلى حي من بني العنبر وأمّر عليهم عُيينة بن حصين الفزاري، فلمّا علموا أنّه توجّه نحوهم، هربوا، وتركوا عيالهم، فسباهم عُيينة، وقدم بهم على رسول الله ( ﷺ ) فجاء بعد ذلك رجالهم يفدون الذراري، فقدموا وقت الظهيرة، وواقفوا رسول الله في أهله قائلاً، فلمّا رأتهم الذراري جهشوا إلى آبائهم يبكون، وكان لكلّ امرأة من نساء رسول الله ( ﷺ ) بيت، وحجرة، فعجلوا أن يخرج إليهم رسول الله ( ﷺ ) وجعلوا ينادون : يا محمّد اخرج إلينا حتّى أيقظوه من نومه، فخرج إليهم، فقالوا : يا محمّد فادنا عيالنا.
فنزل جبريل، فقال : يا محمّد إنّ الله يأمرك أن تجعل بينك، وبينهم رجلاً، فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) ( أترضون أن يكون بيني وبينكم سمرة بن عمرو، وهو على دينكم ؟ ).
فقالوا : نعم. قال سمرة : أنا لا أحكم بينهم وعمّي شاهد، وهو الأعور بن شامة فرضوا به.
فقال الأعور : أرى أن يفادي نصفهم، ويعتق نصفهم. فقال النبي ( ﷺ ) ( قد رضيت ).
ففادى نصفهم وأعتق نصفهم، فقال رسول الله ( ﷺ ) ( من كان عليه محرر من ولد إسماعيل، فليعتق منهم ). فأنزل الله سبحانه وتعالى :) إنّ الّذينَ يُنادوُنكَ (... الآية، وقال زيد بن أرقم : جاء ناس من الغرف إلى النبيّ ( ﷺ ) فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى هذا الرجل، فإن يكن نبيّاً فنحن أسعد الناس به، وأن يكن ملكاً نعشْ في جناحه. فجاءوا إلى حجرة النبيّ ( ﷺ ) فجعلوا ينادونه : يا محمّد، يا محمّد، فأنزل الله تعالى :) إنَّ الّذينَ ينادونَك من وراء الحجرات ( وهي جمع الحجر، والحجر جمع حجرة، فهو جمع الجمع، وفيه لغتان : فتح ( الجيم ) وهي قراءة أبي جعفر، كقول الشاعر :


الصفحة التالية
Icon