والثاني: إحياء الموتى، وقد خص بذلك بعض أوليائه، كعيسى ﷺ وأمثاله، ومنه قوله عز وجل: ﴿فهذا يوم البعث﴾ [الروم/٥٦]، يعني: يوم الحشر، وقوله عز وجل: ﴿فبعث الله غرابا يبحث في الأرض﴾ [المائدة/٣١]، أي: قيضه، ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا﴾ [النحل/٣٦]، نحو: ﴿أرسلنا رسلنا﴾ [المؤمنون/٤٤]، وقوله تعالى: ﴿ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا﴾ [الكهف/١٢]، وذلك إثارة بلا توجيه إلى مكان، ﴿ويوم نبعث من كل أمة شهيدا﴾ [النحل/٨٤]، ﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم﴾ [الأنعام/٦٥]، وقال عز وجل: ﴿فأماته الله مائة عام ثم بعثه﴾ [البقرة/٢٥٩]، وعلى هذا قوله عز وجل: ﴿وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه﴾ [الأنعام/٦٠]، والنوم من جنس الموت فجعل التوفي فيهما، والبعث منهما سواء، وقوله عز وجل: ﴿ولكن كره الله انبعاثهم﴾ [التوبة/٤٦]، أي: توجههم ومضيهم.
بعثر
- قال الله تعالى: ﴿وإذا القبور بعثرت﴾ [الانفطار/٤]، أي: قلب ترابها وأثير ما فيها، ومن رأى تركيب الرباعي والخماسي من ثلاثين نحو: تهلل وبسمل (وهذا ما يسمى النحت، وانظر ص ٨٤٣) : إذا قال: لا إله إلا الله وبسم الله يقول: إن بعثر مركب من: بعث وأثير، وهذا لا يبعد في هذا الحرف، فإن البعثرة تتضمن معنى بعث وأثير.
بعد
- البعد: ضد القرب، وليس لهما حد محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: ﴿ضلوا ضلالا بعيدا﴾ [النساء/١٦٧]، وقوله عز وجل: ﴿أولئك ينادون من مكان بعيد﴾ [فصلت /٤٤]، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، ﴿وما هي من الظالمين ببعيد﴾ [هود/٨٣]، وبعد: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو: ﴿بعدت ثمود﴾ [هود/٩٥]، وقد قال النابغة:
*في الأدنى وفي البعد *
(تمام البيت:
*فتلك تبلغني النعمان إن له ** فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد*


الصفحة التالية
Icon