والآخر بنوعه وجنسه، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن ثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ويأكلونها ثم تخلف مكانها مثلها) (الحديث عن ثوبان أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمره إلا أعيد في مكانها مثلاها) أخرجه البزار والطبراني، راجع: الدر المنثور ١/٩٧)، ولكون ما في الآخرة دائما، قال الله عز وجل: ﴿وما عند الله خير وأبقى﴾ [القصص/٦٠]، وقوله تعالى: ﴿والباقيات الصالحات﴾ [الكهف/٤٦]، أي: ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال، وقد فسر بأنها الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله (راجع: الدر المنثور للسيوطي ٥/٣٩٦)، والصحيح أنها كل عبادة يقصد بها وجه الله تعالى (وهذا قول قتادة فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم وابن مردويه. انظر: الدر المنثور ٥/٣٩٩)، وعلى هذا قوله: ﴿وبقية الله خير لكم﴾ [هود/٨٦]، وأضافها إلى الله تعالى، وقوله تعالى: ﴿فهل ترى لهم من باقية﴾ [الحاقة/٨]. أي: جماعة باقية، أو: فعلة لهم باقية. وقيل: معناه: بقية. قال: وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل (وفي ذلك قال أبو بكر ابن محنض الشنقيطي:
فاعلة المصدر منها العافية *** ناشئة نازلة وواقية
باقية لديهم وخاطئة *** م؟؟ الهاء كالنائل جاءت عارية
ومثلها صاعقة وراغية)
وما هو على بناء مفعول (المصادر التي جاءت على وزن مفعول جمعها بعضهم فقال:
مجلودكم محلوفكم معقول *** مصادر يزنها مفعول
كذلك المفسول والمعسول *** فأصغ ليتا أيها النبيل
وزاد شيخنا عليها:
ومثل ذاك أيضا الميسور *** ومثله في ذلك المعسور)، والأول أصح.
بك


الصفحة التالية
Icon