﴿فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها﴾ [النمل/٣٧]، وقوله: ﴿لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى﴾ [التوبة/٥٤]، أي: لا يتعاطون، وقوله: ﴿يأتين الفاحشة﴾ [النساء/١٥]، وفي قراءة عبد الله: (تأتي الفاحشة (وهي قراءة شاذة قرأ بها ابن مسعود) فاستعمال الإتيان منها كاستعمال المجيء في قوله: ﴿لقد جئت شيئا فريا﴾ [مريم/٢٧].
يقال: أتيته وأتوته (قال ابن مالك:
*وأتوت مثل أتيت فقل لها ** ومحوت خط السطر ثم محيته*
)، ويقال للسقاء إذا مخض وجاء زبده: قد جاء أتوه، وتحقيقه: جاء ما من شأنه أن يأتي منه، فهو مصدر في معنى الفاعل.
وهذه أرض كثيرة الإتاء أي: الريع، وقوله تعالى: ﴿مأتيا﴾ [مريم/٦١] مفعول من أتيته.
قال بعضهم: (والذي قال هذا ابن قتيبة وأبو نصر الحدادي، وذكره ابن فارس بقوله: وزعم ناس، وكأنه يضعفه.
راجع: تأويل مشكل القرآن ص ٢٩٨؛ والمدخل لعلم التفسير كتاب الله ص ٢٦٩؛ والصاحبي ص ٣٦٧؛ وكذا الزمخشري في تفسيره راجع الكشاف ٢/٢/٤١٥) : معناه: آتيا، فجعل المفعول فاعلا، وليس كذلك بل يقال: أتيت الأمر وأتاني الأمر، ويقال: أتيته بكذا وأتيته كذا. قال تعالى: ﴿وأتوا به متشابها﴾ [البقرة/٢٥]، وقال: ﴿فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها﴾ [النمل/٣٧]، وقال: ﴿وآتيناهم ملكا عظيما﴾ [النساء/٥٤].
[وكل موضع ذكر في وصف الكتاب (آتينا فهو أبلغ من كل موضع ذكر فيه (وأتوا) ؛ لأن (أوتوا) قد يقال إذا أوتي من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول] (نقل هذه الفائدة السيوطي في الإتقان ١/٢٥٦ عن المؤلف).
وقوله تعالى: ﴿آتوني زبر الحديد﴾ [الكهف/٩٦] وقرأه حمزة موصولة (وكذا قرأها أبو بكر من طريق العليمي وأبي حمدون. انتهى. راجع: الإتحاف ص ٢٩٥). أي: جيئوني.


الصفحة التالية
Icon