وقوله عز وجل: ﴿وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى﴾ [البقرة/١٨٩]، إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم، فنبه تعالى أن ذلك مناف للبر (انظر: الدار المنثور ١/٤٩١. وأسباب النزول للواحدي ص ٨٦)، وقوله عز وجل: ﴿والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام﴾ [الرعد/٢٣]، معناه: بكل نوع من المسار، وقوله تعالى: ﴿في بيوت أذن الله أن ترفع﴾ [النور/٣٦]، قيل: بيوت النبي (وهذا قول مجاهد فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. انظر: الدر المنثور ٦/٢٠٣) نحو: ﴿لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم﴾ [الأحزاب/٥٣]، وقيل: أشير بقوله: ﴿في بيوت﴾ إلى أهل بيته وقومه. وقيل: أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) (الحديث متفق على صحته، وهو في البخاري في بدء الخلق ٦/٢٥٦؛ ومسلم برقم (٢١٠٦) في اللباس والزينة؛ وانظر: شرح السنة ١٢/١٢٦) : إنه أريد به القلب، وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال: كلب فلان: إذا أفرط في الحرص، وقولهم: هو أحرص من كلب (ومن أمثالهم: أحرص من كلب على جيفة، ومن كلب على عرق، والعرق: العظم عليه اللحم. راجع: مجمع الأمثال ١/٢٢٨).
وقوله تعالى: ﴿وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت﴾ [الحج/٢٦] يعني: مكة، و ﴿قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة﴾ [التحريم/١١]، أي: سهل فيها مقرا، ﴿وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة﴾ [يونس/٨٧] يعني: المسجد الأقصى.
وقوله عز وجل: ﴿فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين﴾ [الذاريات/٣٦]، فقد قيل: إشارة إلى جماعة البيت فسماهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبيات والتبيت: قصد العدو ليلا.


الصفحة التالية
Icon