وأما قوله: ﴿يتلونه حق تلاوته﴾ [البقرة/١٢١] فاتباع له بالعلم والعمل، ﴿ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم﴾ [آل عمران/٥٨] أي: ننزله، ﴿واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان﴾ [البقرة/١٠٢]، واستعمل فيه لفظ التلاوة لما كان يزعم الشيطان أن ما يتلونه من كتب الله. والتلاوة والتلية: بقية مما يتلى، أي: يتبع.
وأتليته أي: أبقيت (وفي نسخة: أتبعته من التلاوة) منه تلاوة، أي: تركته قادرا على أن يتلوه، وأتليت فلانا على فلان بحق، أي: أحلته عليه، ويقال: فلان يتلو على فلان ويقول عليه، أي: يكذب عليه، قال: ﴿ويقولون على الله الكذب﴾ [آل عمران/٧٥] ويقال: لا دري ولا تلي، و (لا دريت ولا تليت) (الحديث تقدم ص ٨٤) وأصله ولا تلوث، فقلب للمزاوجة كما قيل: (مأزورات غير مأجورات) (هذا حديث مروي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه ابن ماجه في باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز ١/٥٠٣ وقال في الزوائد: في إسناده دينار بن عمر وقد ضعف، فالحديث ضعيف. وراجع شرح السنة ٥/٤٦٥) وإنما هو موزورات.
تم
- تمام الشيء: انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص: ما يحتاج إلى شيء خارج عنه. ويقال ذلك للمعدود والممسوح، تقول: عدد تام وليل تام، قال: ﴿وتمت كلمة ربك﴾ [الأنعام/١١٥]، ﴿والله متم نوره﴾ [الصف/٨]، ﴿وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه﴾ [الأعراف/١٤٢].
تورات
- التوراة التاء فيه مقلوب، وأصله من الورى، بناؤها عند الكوفيين: ووراة تفعلة (قال في اللسان: التوراة عند أبي العباس تفعلة، وعند الفارسي فوعلة، قال: لقلة تفعلة في الأسماء وكثرة فوعلة)، وقال بعضهم: هي تفعلة نحو تنفلة (انظر: معاني القرآن للزجاج ١/٣٧٤. والتنفلة: أنثثى الثعلب)، وليس في كلامهم تفعلة اسما. وعند البصريين وورية، هي فوعلة نحو حوصلة. قال تعالى: ﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور﴾ [المائدة/٤٤]، ﴿ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل﴾ [الفتح/٢٩].
تارة