والثني من الشاة: ما دخل في السنة الثانية وما سقطت ثنيته من البعير، وقد أثنى، وثنيت الشيء أثنيه: عقدته بثنايين غير مهموز، قيل (انظر: المجمل ١/١٦٤) : وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة على التثنية، ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمثناة: ما ثني من طرف الزمام، والثنيان الذي يثنى به إذا عد السادات. وفلان ثنية أهل بيته كناية عن قصور منزلته فيهم، والثنية من الجبل: ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدود، فكأنه يثني السير، والثنية من السن تشبيها بالثنية من الجبل في الهيئة والصلابة. والثنيا من الجزور: ما يثنيه جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب، وقيل: الثنوى. والثناء: ما يذكر في محامد الناس، فيثنى حالا فحالا ذكره، يقال: أثني عليه.
وتثنى في مشيته نحو: تبختر، وسميت سور القرآن مثاني في قوله عز وجل: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني﴾ [الحجر/٨٧] لأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني﴾ [الزمر/٢٣]، ويصح أنه قيل للقرآن: مثاني؛ لما يثنى ويتجدد حالا فحالا من فوائده، كما روي في الخبر في صفته: (لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه) (الحديث أخرجه رزين وأبو عبيد في كتابه (فضائل القرآن)، وقال: هذا غريب من هذا الوجه. وعند الترمذي: (ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه). انظر سنن الترمذي: باب فضائل القرآن رقم (٢٩٠٨)، قال: وإسناده مجهول. وأخرجه أحمد في المسند برقم (٧٠٤)، وابن أبي شيبة ٦/١٢٥).
ويصح أن يكون ذلك من الثناء، تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه، ويعلمه ويعمل به، وعلى هذا الوجه وصفه بالكرم في قوله تعالى: ﴿إنه لقرآن كريم﴾ [الواقعة/٧٧]، وبالمجد في قوله: ﴿بل هو قرآن مجيد﴾ [البروج/٢١].