وذلك أمر بما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ [الأحزاب/٣٣]. والثواب: ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله، فيسمى الجزاء ثوابا تصورا أنه هو هو، ألا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس العمل في قوله: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾ [الزلزلة/٧]، ولم يقل جزاءه، والثواب يقال في الخير والشر، بكن الأكثر المتعارف في الخير، وعلى هذا قوله عز وجل: ﴿ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب﴾ [آل عمران/١٩٥]، ﴿فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة﴾ [آل عمران/١٤٨]، وكذلك المثوبة في قوله تعالى: ﴿هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله﴾ [المائدة/٦٠]، فإن ذلك استعارة في الشر كاستعارة البشارة فيه. قال تعالى: ﴿ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله﴾ [البقرة/١٠٣]، والإثابة تستعمل في المحبوب، قال تعالى: ﴿فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ [المائدة/٨٥]، وقد قيل ذلك في المكروه ﴿فأثابكم غما بغم﴾ [آل عمران/١٥٣]، على الاستعارة كما تقدم، والتثويب في القرآن لم يجئ إلا في المكروه، نحو: ﴿هل ثوب الكفار﴾ [المطففين/٣٦]، وقوله عز وجل: ﴿وإذ جعلنا البيت مثابة﴾ [البقرة/١٢٥]، قيل: معناه: مكانا يثوب إليه الناس على مرور الأوقات، وقيل: مكانا يكتسب فيه الثواب. والثيب: التي تثوب عن الزوج.
قال تعالى: ﴿ثيبات وأبكارا﴾ [التحريم/٥]، وقال عليه السلام: (الثيب أحق بنفسها) (الحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه (١٤٢١) ؛ وابن ماجه في سننه ١/٦٠١؛ ومالك في الموطأ. انظر تنوير الحوالك ٢/٦٢؛ وشرح السنة ٩/٣٠؛ والرواية [الأيم] بدل [الثيب] ).
والتثويب: تكرار النداء، ومنه التثويب في الأذان، والثوباء التي تعتري الإنسان سميت بذلك لتكررها، والثبة: جماعة الثائب بعضهم إلى بعض في الظاهر، قال عز وجل: ﴿فانفروا ثبات أو انفروا جميعا﴾ [النساء/٧١]، قال الشاعر:
*وقد أغدو على ثبة كرام*