والبشر والشخص العظيم جد *** وسنوات القحط والإجداب)، ومنه: جادة الطريق، والجدود والجداء من الضأن: التي انقطع لبنها. وجد ثدي أمه على طريق الشتم (يقال ذلك إذا دعي عليه بالقطيعة)، وسمي الفيض الإلهي جدا، قال تعالى: ﴿وأنه تعالى جد ربنا﴾ [الجن/٣]، أي: فيضه، وقيل: عظمته، وهو يرجع إلى الأول، وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه، وسمي ما جعل الله للإنسان من الحظوظ الدنيوية جدا، وهو البخت، فقيل: جددت وحظظت وقوله عليه السلام: (لاينفع ذا الجد منك الجد) (الحديث عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) وهو صحيح أخرجه البخاري في باب الذكر بعد الصلاة (انظرك الفتح ٢/٣٢٥)، والاعتصام ١٣/٢٦٤؛ ومسلم برقم (٥٩٣) ؛ وانظر: شرح السنة ٣/٢٢٥. وللسيوطي رسالة في معناه، انظرها في الحاوي للفتاوي ١/٣٨٣)، أي: لا يتوصل إلى ثواب الله تعالى في الآخرة بالجد، وإنما ذلك بالجد في الطاعة، وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى: ﴿من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد﴾ [الإسراء/١٨]، ﴿ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا﴾ [الإسراء/١٩]، وإلى ذلك أشار بقوله: ﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون﴾ [الشعراء/٨٨].
والجد: أبو الأب وأبو الأم. وقيل: معنى (لا ينفع ذا الجد) : لا ينفع أحدا نسبه وأبوته، فكما نفى نفع البنين في قوله: ﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون﴾ [الشعراء/٨٨]، كذلك نفى نفع الأبوة في هذا الحديث.
جدث
- قال تعالى: ﴿يوم يخرجون من الأجداث سراعا﴾ [المعارج/٤٣]، جمع الجدث، يقال: جدث وجدف (انظر: المجمل ١/١٧٩)، وفي سورة يس: ﴿فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون﴾ [يس/٥١].
جدر


الصفحة التالية
Icon