وقال أبو زيد: يراد أنه كان قريبا من الهلاك كقرب الجرعة من الذقن. راجع: الغريبين ١/٣٤١؛ والنهاية ١/٢٦١؛ والمجمل ١/١٨٤)، بقدر جرعة من النفس. ونوق مجاريع: لم يبق من ضروعها من اللبن إلا جرع، والجرع والجرعاء: رمل لا ينبت شيئا كأنه يتجرع البذر.
جرف
- قال عز وجل: ﴿على شفا جرف هار﴾ [التوبة/١٠٩]، يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه - أي: يذهب به -: جرف، وقد جرف الدهر ماله، أي: اجتاحه تشبيها به، ورجل جراف: نكحة، كأنه يجرف في ذلك العمل.
جرم
- أصل الجرم: قطع الثمرة عن الشجر، ورجل جارم، وقوم جرام، وثمر جريم. والجرامة: رديء التمر المجروم، وجعل بناؤه بناء النفاية، وأجرم: صار ذا جرم، نحو: أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره: جرم، وقول الشاعر في صفة عقاب:
*جريمة ناهض في رأس نيق*
*** (الشطر لأبي خراش الهذلي، وعجزه:
ترى العظام ما جمعت صليبا
وهو في ديوان الهذليين ٢/١٣٣؛ واللسان (جرم) ؛ والمجمل ١/١٨٤؛ وشمس العلوم ١/٣١٠؛ وديوان الأدب ١/٣٩٩)
فإنه سمى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور، أو لأنه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم: ما ذو ولد - وإن كان بهيمة - إلا ويذنب لأجل أولاده.
- فمن الإجرام قوله عز وجل: ﴿إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون﴾ [المطففين/٢٩]، وقال تعالى: ﴿فعلي إجرامي﴾ [هود/٣٥]، وقال تعالى: ﴿كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون﴾ [المرسلات/٤٦]، وقال تعالى: ﴿إن المجرمين في ضلال وسعر﴾ [القمر/٤٧]، وقال عز وجل: ﴿إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون﴾ [الزخرف/٧٤].
- ومن جرم، قال تعالى: ﴿لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم﴾ [هود/٨٩]، فمن قرأ بالفتح (أي: فتح الياء وهو قراءة الجميع) فنحو: بغيته مالا، ومن ضم (وهو الأعمش وقراءته شاذة) فنحو: أبغيته مالا، أي أغثته.


الصفحة التالية
Icon