وقيل: جرم وجرم بمعنى، لكن خص بهذا الموضع (جرم) كما خص عمر بالقسم، وإن كان عمر وعمر (قال الزمخشري: العمر: الحياة والبقاء، وفيه لغات ثلاث: عمر، وعمر، وعمر، ولا يستعمل في القسم من اللغات الثلاث إلا المفتوحة؛ لأنها أخف اللغات، ووزنها أخف الأوزان الثلاثية كلها، والقسم كثير الاستعمال عندهم فاختاروا له أخفها، انظر: أعجب العجب ص ٣٨ - ٣٩) بمعنى، ومعناه: ليس بجرم أن لهم النار، تنبيها أنهم اكتسبوها بما ارتكبوه إشارة إلى قوله تعالى: ﴿ومن أساء فعليها﴾ [الجاثية/١٥]. وقد قيل في ذلك أقوال، أكثرها ليس بمرتضى عند التحقيق (انظر: معاني القرآن للفراء ٢/٨ - ٩).
وعلى ذلك قوله عز وجل: ﴿فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون﴾ [النحل/٢٢]، ﴿لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون﴾ [النحل/٢٣]، وقال تعالى: ﴿لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون﴾ [النحل/١٠٩].
جرى
- الجري: المر السريع: ، وأصله كمر الماء ولما يجري بجريه. يقال: جرى يجري جرية وجريانا. قال عز وجل: ﴿وهذه الأنهار تجري من تحتي﴾ [الزخرف/٥١]، وقال تعالى: ﴿جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار﴾ [الكهف/٣١]، وقال: ﴿ولتجري الفلك﴾ [الروم/٤٦]، وقال تعال: ﴿فيها عين جارية﴾ [الغاشية/١٢]، وقال: ﴿إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية﴾ [الحاقة/١١]، أي: السفينة التي تجري في البحر، وجمعها: جوار، قال عز وجل: ﴿وله جوار المنشآت﴾ [الرحمن/٢٤]، وقال تعالى: ﴿ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام﴾ [الشورى/٣٢]، ويقال للحوصلة: جرية (انظر: المحمل ١/١٨٥) ؛ إما لانتهاء الطعام إليها في جريه؛ أو لأنها مجرى الطعام.