والإجريا: العادة التي يجري عليها الإنسان، والجري: الوكيل والرسول الجاري في الأمر، وهو أخص من لفظ الرسول والوكيل، وقد جريت جريا. وقوله عليه السلام: (لا يستجرينكم الشيطان) (الحديث عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت سيدنا فقال: (السيد الله عز وجل)، قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا، قال: (فقولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) أخرجه أبو داود. انظر: معالم السنن ٤/١١٢؛ وأحمد في المسند ٣/٢٤١؛ والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٣٩) يصح أن يدعى فيه معنى الأصل.
أي: لا يحملنكم أن تجروا في ائتماره وطاعته، ويصح أن تجعله من الجري، أي: الرسول والوكيل (راجع: معالم السنن للخطابي ٤/١١٢). ومعناه: لا تتولوا وكالة الشيطان ورسالته، وذلك إشارة إلى نحو قوله عز وجل: ﴿فقاتلوا أولياء الشيطان﴾ [النساء/٧٦]، وقال عز وجل: ﴿إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه﴾ [آل عمران/١٧٥].
جزع
- قال تعالى: ﴿سواء علينا أجزعنا أم صبرنا﴾ [إبراهيم/٢١]، الجزع: أبلغ من الحزن، فإن الحزن عام والجزع هو: حزن يصرف الإنسان عما هو بصدده، ويقطعه عنه، وأصل الجزع: قطع الحبل من نصفه، يقال: جزعته فانجزع، ولتصور الانقطاع منه قيل: جزع الوادي، لمنقطعه، ولانقطاع اللون بتغيره قيل للخرز المتلون جزع، ومنه استعير قولهم: لحم مجزع، إذا كان ذا لونين. وقيل للبسرة إذا بلغ الإرطاب نصفها: مجزعة. والجازع: خشبة تجعل في وسط البيت فتلقى عليها رؤوس الخشب من الجانبين، وكأنما سمي بذلك إما لتصور الجزعة لما حمل من العبء، وإما لقطعه بطوله وسط البيت.
جزء


الصفحة التالية
Icon