والجنة: جماعة الجن. قال تعالى: ﴿من الجنة والناس﴾ [الناس/٦]، وقال تعالى: ﴿وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا﴾ [الصافات/١٥٨]. والجنة: الجنون، وقال تعالى: ﴿ما بصاحبكم من جنة﴾ [سبأ/٤٦] أي: جنون.
والجنون: حائل بين النفس والعقل، وجن فلان قيل: أصابه الجنن وبني فعله كبناء الأدواء نحو: زكم ولقي (أي: أصابته اللقوة، وهو داء في الوجه يعوج منه الشدق) وحم، وقيل: أصيب جنانه، وقيل: حيل بين نفسه وعقله، فجن عقله بذلك وقوله تعالى: ﴿ممعلم مجنون﴾ [الدخان/١٤]، أي: ضامة من يعلمه من الجن، وكذلك قوله تعالى: ﴿أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون﴾ [الصافات/٣٦]، وقيل:
*جن التلاع والآفاق*
(البيت بتمامه:
*فإذا جادت الدجى وضعوا القد**ح وجن التلاع والآفاق*
وهو للأعشى في ديوانه ص ١٢٩)
أي: كثر عشبها حتى صارت كأنها مجنونة، وقوله تعالى: ﴿والجان خلقناه من قبل من نار السموم﴾ [الحجر/٢٧] فنوع من الجن، وقوله تعالى: ﴿كأنها جان﴾ [النمل/١٠]، قيل: ضرب من الحيات.
جنب
- أصل الجنب: الجارحة، وجمعه: جنوب، قال الله عز وجل: ﴿فتكوى بها جباههم وجنوبهم﴾ [التوبة/٣٥]، قال تعالى: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع﴾ [السجدة/١٦]، وقال عز وجل: ﴿قياما وقعودا وعلى جنوبهم﴾ [آل عمران/١٩١].
ثم يستعار من الناحية التي تليها كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو: اليمين والشمال، كقول الشاعر:
*من عن يميني مرة وأمامي*
*** (هذا عجز بيت، وشطره:
*فلقد أراني للرماح دريئة*
وهو لقطري بن الفجاءة، في مغني اللبيب ص ١٩٩؛ وشرح ابن عقيل ١/٢٤٣؛ وخزانة الأدب ١٠/١٦٣)
وقيل: جنب الحائط وجنبه، ﴿والصاحب بالجنب﴾ [النساء/٣٦]، أي: القريب، وقيل: كناية عن المرأة (أخرجه ابن جرير ٥/٨١ عن علي وابن عباس)، وقيل: عن الرفيق في السفر (أخرجه ابن جرير ٥/٨١ عن مجاهد).
قال تعالى: ﴿يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله﴾ [الزمر/٥٦]، أي: في أمره وحده الذي حده لنا.


الصفحة التالية
Icon