وسار جنبيه وجنبتيه، وجنابيه وجنابتيه، وجنبته: أصبت جنبه، نحو: كبدته وفأدته.
وجنب: شكا جنبه، نحو: كبد وفئد، وبني من الجنب الفعل على وجهين:
أحدهما: الذهاب على ناحيته.
والثاني: الذهاب إليه.
فالأول نحو: جنبته، وأجنبته، ومنه: ﴿والجار الجنب﴾ [النساء/٣٦]، أي: البعيد، قال الشاعر:
*فلا تحرمني نائلا عن جنابة*
*** (هذا شطر بيت، وعجزه:
*فإني امرؤ وسط القباب غريب*
وهو لعلقمة بن عبدة، ص ٤٨؛ والمفضليات ص ٣٩٤؛ والمجمل ١/١٩٩؛ واللسان (جنب) ؛ والأساس ص ٦٥)
أي: عن بعد. ورجل جنب وجانب. قال عز وجل: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه﴾ [النساء/٣١]، وقال عز وجل: ﴿واجتنبوا قول الزور﴾ [الحج/٣٠]، و ﴿اجتنبوا الطاغوت﴾ [الزمر/١٧] عبارة عن تركهم إياه، ﴿فاجتنبوه لعلكم تفلحون﴾ [المائدة/٩٠]، وذلك أبلغ من قولهم: اتركوه. وجنب بنو فلان: إذا لم يكن في إبلهم اللبن، وجنب فلان خيرا، وجنب شرا (انظر: البصائر ١/٣٩٨). قال تعالى في النار: ﴿وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى﴾ [الليل/١٧ - ١٨]، وذلك إذا أطلق فقيل: جنب فلان فمعناه: أبعد عن الخير، وذلك يقال في الدعاء في الخير، وقوله عز وجل: ﴿واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾ [إبراهيم/٣٥]، من: جنبته عن كذا أي: أبعدته، وقيل: هو من جنبت الفرس، كأنما سأله أن يقوده عن جانب الشرك بألطاف منه وأسباب خفية. والتجنيب: الروح في الرجلين، وذلك إبعاد إحدى الرجلين عن الأخرى خلقة.


الصفحة التالية
Icon