والأخت: تأنيث الأخ، وجعل التاء فيه كالعوض من المحذوف منه، وقوله تعالى: ﴿يا أخت هارون﴾ [مريم/٢٨]، يعني: أخته في الصلاح لا في النسبة، وذلك كقولهم: يا أخا تميم. وقوله تعالى: ﴿أخا عاد﴾ [الأحقاب/٢١]، سماه أخا تنبيها على إشفاقه عليهم شفقة الأخ على أخيه، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿وإلى ثمود أخاهم﴾ [الأعراف/٧٣] ﴿وإلى عاد أخاهم﴾ [الأعراف/٦٥]، ﴿وإلى مدين أخاهم﴾ [الأعراف/٨٥]، وقوله: ﴿وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها﴾ [الزخرف/٤٨]، أي: من الآية التي تقدمتها، وسماها أختا لها لاشتراكهما في الصحة والإبانة والصدق، وقوله تعالى: ﴿كلما دخلت أمة لعنت أختها﴾ [الأعراف/٣٨]، فإشارة إلى أوليائهم المذكورين في نحو قوله تعالى: ﴿أولياؤهم الطاغوت﴾ [البقرة/٢٥٧]، وتأخيت أي: تحريت (انظر: مجمل اللغة ١/٨٩؛ واللسان (أخو) ١٤/٢٢) تحري الأخ للأخ، واعتبر من الإخوة معنى الملازمة فقيل: أخية الدابة (قال ابن منظور: والأخية والآخية: عود يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه، ويصير وسطه كالعروة تشد إليه الدابة).
آخر
- يقابل به الأول، وآخر يقابل به الواحد، ويعبر بالدار الآخرة عن النشأة الثانية، كما يعبر بالدار الدنيا عن النشأة الأولى نحو: ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾ [العنكبوت/٦٤]، وربما ترك ذكر الدار نحو قوله تعالى: ﴿أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار﴾ [هود/١٦].
وقد توصف الدار بالآخرة تارة، وتضاف إليها تارة نحو قوله تعالى: ﴿وللدار الآخرة خير للذين يتقون﴾ [الأنعام/٣٢] ﴿ولدار الآخرة خير للذين اتقوا﴾ (في المخطوطة: ﴿ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون﴾ [النحل/٤١]. ولا شاهد فيها) [يوسف/١٠٩].
وتقدير الإضافة: دار الحياة الآخرة.
و (أخر) معدول عن تقدير ما فيه الألف واللام، وليس له نظير في كلامهم، فإن أفعل من كذا؛
- إما أن يذكر معه (من) لفظا أو تقديرا، فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث.


الصفحة التالية
Icon