ويجوز أنه سمى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى: ﴿والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم﴾ [الشورى/١٦]، فسمى الداحضة حجة، وقوله تعالى: ﴿لا حجة بيننا وبينكم﴾ [الشورى/١٥]، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمحاجة: أن يطلب كل واحد أن يرد الآخر عن حجته ومحجته، قال تعالى: ﴿وحاجة قومه قال: أتحاجوني في الله﴾ [الأنعام/٨٠]، ﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك﴾ [آل عمران/٦١] / وقال تعالى: ﴿لم تحاجون في إبراهيم﴾ [آل عمران/٦٥]، وقال تعالى: ﴿ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم﴾ [آل عمران/٦٦]، وقال تعالى: ﴿وإذ يتحاجون في النار﴾ [غافر/٤٧]، وسمي سبر الجراحة حجا، قال الشاعر:
*يحج مأمومة في قعرها لجف*
(الشطر لعذار بن درة الطائي، وعجزه:
*فاست الطبيب قذاها كالمغاريد*
وهو في المجمل ١/٢٢١؛ والمعاني الكبير ٢/٩٧٧؛ واللسان: (حج) )
حجب
- الحجب والحجاب: المنع من الوصول، يقال: حجبه حجبا وحجابا، وحجاب الجوف: ما يحجب عن الفؤاد، وقوله تعالى: ﴿وبينهما حجاب﴾ [الأعراف/٤٦]، ليس يعني به ما يحجب البصر، وإنما يعني ما يمنع من وصول لذة أهل الجنة إلى أهل النار، وأذية أهل النار إلى أهل الجنة، كقوله عز وجل: ﴿فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة، وظاهرة من قبله العذاب﴾ [الحديد/١٣]، وقال عز وجل: ﴿وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب﴾ [الشورى/٥١]، أي: من حيث ما لا يراه مكلمه ومبلغه وقوله تعالى: ﴿حتى توارت بالحجاب﴾ [ص/٣٢]، يعني الشمس إذا استترت بالمغيب. والحاجب: المانع عن السلطان، والحاجبان في الرأس لكونهما كالحاجبين للعين في الذب عنهما. وحاجب الشمس سمي لتقدمه عليها تقدم الحاجب للسلطان، وقوله عز وجل: ﴿كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون﴾ [المطففين/١٥]، إشارة إلى منع النور عنهم المشار إليه بقوله: ﴿فضرب بينهم بسور﴾ [الحديد/١٣].
حجر


الصفحة التالية
Icon