وقد حرب فهو حريب، أي: سليب، والتحريب: إثارة الحرب، ورجل محرب، كأنه آلة في الحرب، والحربة: آلة للحرب معروفة، وأصله الفعلة من الحرب أو من الحراب، ومحراب المسجد قيل: سمي بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى، وقيل: سمي بذلك لكون حق الإنسان فيه أن يكون حربيا من أشغال الدنيا ومن توزع الخواطر، وقيل: الأصل فيه أن محراب البيت صدر المجلس، ثم اتخذت المساجد فسمي صدره بهن وقيل: بل المحراب أصله في المسجد، وهو اسم خص به صدر المجلس، فسمي صدر البيت محرابا تشبيها بمحراب المسجد، وكأن هذا أصح، قال عز وجل: ﴿يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل﴾ [سبأ/١٣].
والحرباء: دويبة تتلقى الشمس كأنها تحاربها، والحرباء: مسمار، تشبيها بالحرباء التي هي دويبة في الهيئة، كقولهم في مثلها: ضبة وكلب، تشبيها بالضب والكلب.
حرث
- الحرث: إلقاء البذر في الأرض وتهيؤها للزرع، ويسمى المحروث حرثا، قال الله تعالى: ﴿أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين﴾ [القلم/٢٢]، وتصور منه معنى العمارة التي تحصل عنه في قوله تعالى: ﴿من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب﴾ [الشورى/٢٠]، وقد ذكرت في (مكارم الشريعة) كون الدنيا محرثا للناس، وكونهم حراثا فيها وكيفية حرثهم (انظر باب تفاوت أحوال المتناولين لأعراض الدنيا وما بعده في كتابه (الذريعة إلى مكارم الشريعة) ص ٢١٠ - ٢١١).