وكذلك الشهر الحرام، وقيل: رجل حرام وحلال، ومحل ومحرم، قال الله تعالى: ﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك﴾ [التحريم/١]، أي: لم تحكم بتحريم ذلك؟ وكل تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشيء، نحو: ﴿وأنعام حرمت ظهورها﴾ [الأنعام/١٣٨]، وقوله تعالى: ﴿بل نحن محرومون﴾ [الواقعة/٦٧]، أي: ممنوعون من جهة الجد، وقوله: ﴿للسائل والمحروم﴾ [الذاريات/١٩]، أي: الذي لم يوسع عليه الرزق كما وسع على غيره. ومن قال: أراد به الكلب (روي أن عمر بن عبد العزيز كان في طريق مكة، فجاء كلب فانتزع عمر رحمه الله كتف شاة فرمى بها إليه، وقال: يقولون إنه المحروم. راجع: تفسير القرطبي ١٧/٣٩؛ وانظر غرائب التفسير ٢/١١٤٠)، فلم يعن أن ذلك اسم الكلب كما ظنه بعض من رد عليه، وإنما ذلك منه ضرب مثال بشيء، لأن الكلب كثيرا ما يحرمه الناس، أي: يمنعونه. والمحرمة والمحرمة والحرمة، واستحرمت الماعز كناية عن إرادتها الفحل.
حرى
- حرى الشيء يحري، أي: قصد حراه، أي: جانبه، وتحراه كذلك، قال تعالى: ﴿فأولئك تحروا رشدا﴾ [الجن/١٤]، وحرى الشيء يحري: نقص (انظر: الأفعال ١/٤٢١)، كأنه لزم الحرى ولم يمتد، قال الشاعر:
*والمرء بعد تمامه يحري*
(هذا عجز بيت، وشطره:
*حتى كأني خاتل قنصا*
[استدراك] وهو لسلمى بن عوية الضبي في مجالس ثعلب ١/٢٤٦؛ وهو في الفائق ١/٢٧٥ بدون نسبة، وغريب الخطابي ٢/٥٠ دون نسبة من المحقق)
ورماه الله بأفعى حارية (يقال للأفعى إذا كبرت ونقص جسمها حارية، وهي أخبث ما تكون).
حزب


الصفحة التالية
Icon