يقال: جعلت فلانا أدمة أهلي، أي: خلطته بهم (قال ابن فارس: وجعلت فلانا أدمة أهلي، أي: أسوتهم، وقال الفراء: الأدمة أيضا: الوسيلة. وقال الزمخشري: وهو أدمة قومه: لسيدهم ومقدمهم. انظر: المجمل ١/٩٠، وأساس البلاغة ص ٤)، وقيل: سمي بذلك لما طيب به من الروح المنفوخ فيه المذكور في قوله تعالى: ﴿ونفخت فيه من روحي﴾ [الحجر/٢٩]، وجعل له العقل والفهم والروية التي فضل بها على غيره، كما قال تعالى: ﴿وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ [الإسراء/٧٠]، وذلك من قولهم: الإدام، وهو ما يطيب به الطعام (انظر: المجمل ١/٩٠)، وفي الحديث: (لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) (الحديث عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (انظر إليهما فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن. انظر: عارضة الأحوذي ٤/٣٠٧؛ وأخرجه النسائي في سننه ٦/٧٠؛ وابن ماجه ١/٥٩٩) أي: يؤلف ويطيب.
أذن
- الأذن: الجارحة، وشبه به من حيث الحلقة أذن القدر وغيرها، ويستعار لمن كثر استماعه وقوله لما يسمع، قال تعالى: ﴿ويقولون: هو أذن قل: أذن خير لكم﴾ [التوبة/٦١] أي: استماعه لما يعود بخير لكم، وقوله تعالى: ﴿وفي آذانهم وقرا﴾ [الأنعام/٢٥] إشارة إلى جهلهم لا إلى عدم سمعهم.
وأذن: استمع، نحو قوله: ﴿وأذنت لربها وحقت﴾ [الانشقاق/٢]، ويستعمل ذلك في العلم الذي يتوصل إليه بالسماع، نحو قوله: ﴿فأذنوا بحرب من الله ورسوله﴾ [البقرة/٢٧٩].
والأذن والأذان لما يسمع، ويعبر بذلك عن العلم، إذ هو مبدأ كثير من العلم فينا، قال الله تعالى: ﴿ائذن لي ولا تفتني﴾ [التوبة/٤٩]، وقال: ﴿وإذ تأذن ربكم﴾ [إبراهيم/٧].
وأذنته بكذا وآذنته بمعنى.
والمؤذن: كل من يعلم بشيء نداءا، قال تعالى: ﴿ثم أذن مؤذن أيتها العير﴾ [يوسف/٧٠]، فأذن مؤذن بينهم} [الأعراف/٤٤]، ﴿وأذن في الناس بالحج﴾ [الحج/٢٧].


الصفحة التالية
Icon