والحسنة يعبر عنها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادها. وهما من الألفاظ المشتركة، كالحيوان، الواقع على أنواع مختلفة كالفرس والإنسان وغيرهما، فقوله تعالى: ﴿وإن تصبهم حسنة يقولوا: هذه من عند الله﴾ [النساء/٧٨]، أي: خصب وسعة وظفر، ﴿وإن تصبهم سيئة﴾ أي: جدب وضيق وخيبة (عن مطرف بن عبد الله قال: ما تريدون من القدر؟ ما يكفيكم الآية التي في سورة النساء: ﴿وإن تصبهم حسنة يقولوا: هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا: هذه من عندك، قل: كل من عند الله﴾ الدر المنثور ٢/٥٩٧)، ﴿يقولوا: هذه من عندك قل: كل من عند الله﴾ [النساء/٧٨]، وقال تعالى: ﴿فإذا جاءتهم الحسنة قالوا: لنا هذه﴾ [الأعراف/١٣١]، وقوله تعالى: ﴿ما أصابك من حسنة فمن الله﴾ [النساء/٧٩]، أي: من ثواب، ﴿وما أصابك من سيئة﴾ [النساء/٧٩]، أي: من عقاب. والفرق بين الحسن والحسنة والحسنى أن الحسن يقال في الأعيان والأحداث، وكذلك الحسنة إذا كانت وصفا، وإذا كانت اسما فمتعارف في الأحداث، والحسنى لا يقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر، يقال: رجل حسن وحسان، وامرأة حسناء وحسانة، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: ﴿الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾ [الزمر/١٨]، أي: الأبعد عن الشبهة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا شككت في شيء فدع) (ورد بمعناه عن أبي أمامة أن رجلا سأل رسول الله عن الإثم. قال: إذا حاك في نفسك شيء فدعه. أخرجه أحمد ٥/٢٥٢).
﴿وقولوا للناس حسنا﴾ [البقرة/٨٣]، أي: كلمة حسنة، وقال تعالى: ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حسنا﴾ [العنكبوت/٨]، وقوله عز وجل: ﴿هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين﴾ [التوبة/٥٢]، وقوله تعالى: ﴿ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾ [المائدة/٥٠]، إن قيل: حكمه حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خص؟


الصفحة التالية
Icon