قيل: القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه، وذلك يظهر لمن تزكى واطلع على حكمة الله تعالى دون الجهلة.
والإحسان يقال على وجهين:
أحدهما: الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان.
والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين: (الناس أبناء ما يحسنون) (انظر: البصائر ٢/٤٦٥؛ والذريعة ص ٢٤ ونهج البلاغة ص ٦٧٤، وفيه: قيمة كل امرئ ما يحسنه) أي: منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة.
قوله تعالى: ﴿الذي أحسن كل شيء خلقه﴾ [السجدة/٧]، والإحسان أعم من الإنعام. قال تعالى: ﴿إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم﴾ [الإسراء/٧]، وقوله تعالى: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ [النحل/٩٠]، فالإحسان فوق العدل، وذاك أن العدل هو أن يعطي ما عليه، ويأخذ أقل مما له، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقل مما له (انظر نهج البلاغة ص ٧٠٨).
فالإحسان زائد على العدل، فتحري العدل واجب، وتحري الإحسان ندب وتطوع، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن﴾ [النساء/١٢٥]، وقوله عز وجل: ﴿وأداء إليه بإحسان﴾ [البقرة/١٧٨]، ولذلك عظم الله تعالى ثواب المحسنين، فقال تعالى: ﴿وإن الله لمع المحسنين﴾ [العنكبوت/٦٩]، وقال تعالى: ﴿إن الله يحب المحسنين﴾ [البقرة/١٩٥]، وقال تعالى: ﴿ما على المحسنين من سبيل﴾ [التوبة/٩١]، ﴿للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة﴾ [النحل/٣٠].
حشر


الصفحة التالية
Icon