أي: لدى سلطان (وفي نسخة: لدى باب الملك)، وتسميته بذلك إما لكونه محصورا نحو: محجب؛ وإما لكونه حاصرا، أي: مانعا لمن أراد أن يمنعه من الوصول إليه، وقوله عز وجل: ﴿وسيدا وحصورا﴾ [آل عمران/٣٩]، فالحصور: الذي لا يأتي النساء؛ إما من العنة؛ وإما من العفة والاجتهاد في إزالة الشهوة. والثاني أظهر في الآية؛ لأن بذلك تستحق المحمدة، والحصر والإحصار: المنع من طريق البيت، فالإحصار يقال في المنع الظاهر كالعدو، والمنع الباطن كالمرض، والحصر لا يقال إلا في المنع الباطن، فقوله تعالى: ﴿فإن أحصرتم﴾ [البقرة/١٩٦]، فمحمول على الأمرين، وكذلك قوله: ﴿للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله﴾ [البقرة/٢٧٣]، وقوله عز وجل: ﴿أوجاؤوكم حصرت صدورهم﴾ [النساء/٩٠]، أي: ضاقت (انظر: الدر المنثور ٢/٦١٣؛ وتفسير غريب القرآن ص ١٣٤) بالبخل والجبن، وعبر عنه بذلك كما عبر عنه بضيق الصدر، وعن ضده بالبر والسعة.
حصن
- الحصن جمعه حصون، قال الله تعالى: ﴿مانعتهم حصونهم من الله﴾ [الحشر/٢]، وقوله عز وجل: ﴿لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة﴾ [الحشر/١٤]، أي: مجعولة بالإحكام كالحصون، وتحصن: إذا اتخذ الحصن مسكنا، ثم يتجوز به في كل تحرز، ومنه: درع حصينة؛ لكونها حصنا للبدن وفرس حصان: لكونه حصنا لراكبه، وبهذا النظر قال الشاعر:
*أن الحصون الخيل لا مدر القرى *
(هذا عجز بيت للأسعر الجعفي، شاعر جاهلي، وصدره:
*ولقد علمت على تجشمي الردى*
وهو في الأصمعيات ص ١٤١؛ والبصائر ٢/٤٧٢؛ والحيوان ١/٣٤٦)
وقوله تعالى: ﴿إلا قليلا مما تحصنون﴾ [يوسف/٤٨]، أي: تحرزون في المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصنن وامرأة حصان وحاصن، وجمع الحصان: حصن، وجمع الحاصن حواصن، ويقال: حصان للعفيفة، ولذات حرمة، وقال تعالى: ﴿ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها﴾ [التحريم/١٢].


الصفحة التالية
Icon