والثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق، قال الله تعالى: ﴿فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق﴾ [البقرة/٢١٣].
والرابع: للفعل والقول بحسب ما يجب وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا: فعلك حق وقولك حق، قال تعالى: ﴿كذلك حقت كلمة ربك﴾ [يونس/٣٣]، و ﴿حق القول مني لأملأن جهنم﴾ [السجدة/١٣]، وقوله عز وجل: ﴿ولو اتبع الحق أهواءهم﴾ [المؤمنون/٧١]، ويصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصح أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أحققت كذا، أي: أثبته حقا، أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: ﴿ليحق الحق﴾ [الأنفال/٨] فإحقاق الحق على ضربين:
أحدهما: بإظهار الأدلة والآيات، كما قال تعالى: ﴿وأولئك جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا﴾ [النساء/٩١]، أي: حجة قوية.
والثاني: بإكمال الشريعة وبثها في الكافة، كقوله تعالى: ﴿والله متم نوره ولو كره الكافرون﴾ [الصف/٨]، ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله﴾ [التوبة/٣٣]، وقوله: ﴿الحاقة ما الحاقة﴾ [الحاقة/١]، إشارة إلى القيامة، كما فسره بقوله: ﴿يوم يقوم الناس﴾ [المطففين/٦]، لأنه يحق فيه الجزاء، ويقال: حاققته فحققته، أي خاصمته في الحق فغلبته، وقال عمر رضي الله عنه: (إذا النساء بلغن نص الحقاق فالعصبة أولى في ذلك) (المعنى أن الجارية ما دامت صغيرة فأمها أولى بها، فإذا بلغت فالعصبة أولى بأمرها. انظر النهاية ١/٤١٤؛ ونهج البلاغة ٢/٣١٤؛ ونسبه لعلي بن أبي طالب).


الصفحة التالية
Icon