وفلان نزق الحقاق: إذا خاصم في صغار الأمور (انظر: المجمل ١/٢١٥)، ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو: ﴿وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾ [الروم/٤٧]، ﴿كذلك حقا علينا ننج المؤمنين﴾ [يونس/١٠٣]، وقوله تعالى: ﴿حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق﴾ [الأعراف/١٠٥]، قيل معناه: جدير، وقرئ: ﴿حقيق علي﴾ (وبها قرأ نافع وحده. انظر: الإتحاف ص ٢١٧) قيل: واجب، وقوله تعالى: ﴿وبعولتهن أحق بردهن﴾ [البقرة/٢٢٨]، والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له ثبات ووجود، كقوله تعالى ﷺ لحارث: (لكل حق حقيقته، فما حقيقة إيمانك؟) (عن صالح بن مسمار أن رسول الله ﷺ قال لحارث بن مالك: كيف أنت؟ أو: ما أنت يا حارث؟ قال: مؤمن يا رسول الله، قال: مؤمن حقا؟ قال: مؤمن حقا. قال: لكل حق حقيقة، فما حقيقة ذلك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي عز وجل، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار، فقال رسول الله: (مؤمن نور الله قلبه). أخرجه ابن المبارك في الزهد ص ١٠٦ مرسلا والبزار والطبراني، وهو حديث معضل. انظر: الإصابة ١/٢٨٩؛ ومجمع الزوائد ١/٥٧)، أي: ما الذي ينبئ عن كون ما تدعيه حقا؟


الصفحة التالية
Icon