وقوله: ﴿أحسن كل شيء خلقه﴾ [السجدة/٧]، ﴿فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم﴾ [الحج/٥٢]، والحكم بالشيء: أن تقضي بأنه كذا، أو ليس بكذا، سواء ألزمت ذلك غيره أو لم تلزمه، قال تعالى: ﴿وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل﴾ [النساء/٥٨]، ﴿ويحكم به ذوا عدل منكم﴾ [المائدة/٩٥]، وقال:

- ١٢١ - فاحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت إلى حمام سراع وارد الثمد
(البيت للنابغة الذبياني من معلقته، وهو في ديوانه ص ٣٤؛ وشرح المعلقات للنحاس ٢/١٦٨؛ والبصائر ٢/٤٩١؛ واللسان (حكم) )
والثمد: الماء القليل، وقيل معناه: كن حكيما.
وقال عز وجل: ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾ [المائدة/٥٠]، وقال تعالى: ﴿ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾ [المائدة/٥٠]، ويقال: حاكم وحكام لمن يحكم بين الناس، قال الله تعالى: ﴿وتدلوا بها إلى الحكام﴾ [البقرة/١٨٨]، والحكم: المتخصص بذلك، فهو أبلغ. قال الله تعالى: ﴿أفغير الله أبتغي حكما﴾ [الأنعام/١١٤]، وقال عز وجل: ﴿فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها﴾ [النساء/٣٥]، وإنما قال: ﴿حكما﴾ ولم يقل: حاكما؛ تنبيها أن من شرط الحكمين أن يتوليا الحكم عليهم ولهم حسب ما يستصوبانه من غير مراجعة إليهم في تفصيل ذلك، ويقال الحكم للواحد والجمع، وتحاكمنا إلى الحاكم.
قال تعالى: ﴿يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت﴾ [النساء/٦٠]، وحكمت فلانا، قال تعالى: ﴿حتى يحكموك فيما شجر بينهم﴾ [النساء/٦٥]، فإذا قيل: حكم بالباطل، فمعناه: أجرى الباطل مجرى الحكم. والحكمة: إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى: معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات.


الصفحة التالية
Icon