وعبر عن الموت بالحمام، كقولهم: حم كذا، أي: قدر، والحمى سميت بذلك إما لما فيها من الحرارة المفرطة، وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم) (الحديث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء). أخرجه البخاري في الطب، باب الحمى من فيح جهنم ١٠/١٧٤؛ ومسلم في السلام: باب لكل داء دواء برقم (٢٢١٠) ؛ وأحمد في مسنده ١/٢٩١؛ ومالك في الموطأ؛ انظر: شرح الزرقاني ٤/٣٣١؛ وابن ماجه ٢/١١٥٠)، وإما لما يعرض فيها من الحميم، أي: العرق؛ وإما لكونها من أمارات الحمام، لقولهم: (الحمى بريد الموت) (هذا حديث: أخرجه أبو نعيم وابن السني في الطب وهناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ولفظه: (الحمى رائد الموت وهي سجن الله للمؤمن يحبس بها عبده إذا شاء ثم يرسله إذا شاء، ففتروها بالماء) وذكره ابن حجر المكي في فتاويه (الحمى بريد الموت). قال في المقاصد: وبالجملة فهو حديث حسن. انظر: الفتح الكبير ٢/٨١؛ وكشف الخفاء ١/٣٦٦؛ والمقاصد الحسنة ص ١٩٤)، وقيل: (باب الموت)، وسمي حمى البعير حماما (في اللسان: والحمام بالضم: حمى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأدواء) بضمة الحاء، فجعل لفظه من لفظ الحمام لما قيل: إنه قلما يبرأ البعير من الحمى. وقيل: حمم الفرخ (انظر: المجمل ١/٢١٨) : إذا اسود جلده من الريش، وحمم وجهه: اسود بالشعر، فهما من لفظ الحممة، وأما حمحمة الفرس فحكاية لصوته (انظر: المجمل ١/٢١٨؛ واللسان (حمم) )، وليس من الأول في شيء.
حمد


الصفحة التالية
Icon