وحملت المرأة: حبلت، وكذا حملت الشجرة، يقال: حمل وأحمال، قال عز وجل: ﴿وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن﴾ [الطلاق/٤]، ﴿وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه﴾ [فصلت/٤٧]، ﴿حملت حملا خفيفا فمرت به﴾ [الأعراف/١٨٩]، ﴿حملته أمه كرها ووضعته كرها﴾ [الأحقاف/١٥]، ﴿وحمله وفضاله ثلاثون شهرا﴾ [الأحقاف/١٥]، والأصل في ذلك الحمل على الظهر، فاستعير للحبل بدلالة قولهم: وسقت الناقة (راجع: الأفعال ٤/٢٣٢؛ وأساس البلاغة (وسق) ) : إذا حملت. وأصل الوسق: الحمل المحمول على ظهر البعير. وقيل: الحمولة لما يحمل عليه، كالقتوبة (القتوبة: الإبل تقتب، والقتب واحد الأقتاب، وهي الأكف التي توضع على نقالة الأحمال. انظر: أساس البلاغة ص ٣٥٤) والركوبة، والحمولة: لما يحمل، والحمل: للمحمول، وخص الضأن الصغير بذلك بكونه محمولا، لعجزه، أو لقربه من حمل أمه إياه، وجمعه: أحمال وحملان (انظر: اللسان (حمل) )، وبها شبه السحاب، فقال عز وجل: ﴿فالحاملات وقرا﴾ [الذاريات/٢]، والحميل: السحاب الكثير الماء، لكونه حاملا للماء (انظر: البصائر ٢/٥٠٢)، والحميل: ما يحمله السيل، والغريب تشبيها بالسيل، والولد في البطن. والحميل: الكفيل، لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه (في اللسان: والحميل: الذي يحمل من بلده صغيرا، ولم يولد في الإسلام، ومنه قول عمر رضي الله عنه في كتابه إلى شريح: (الحميل لا يورث إلا ببينة). وانظر: النهاية ١/٤٤٢)، و ﴿حمالة الحطب﴾ [المسد/٤]، كناية عن النمام، وقيل: فلان يحمل الحطب الرطب (انظر: البصائر ٢/٥٠٢)، أي: ينم.
حمى