أن يتبع السائق حاذيي البعير، أي: أدبار فخذيه فيعنف في سوقه، يقال: حاذ الإبل يحوذها، أي: ساقها سوقا عنيفا، وقوله: ﴿استحوذ عليهم الشيطان﴾ [المجادلة/١٩]، استاقهم مستوليا عليهم، أو من قولهم: استحوذ العير على الأتان، أي: استولى على حاذيها، أي: جانبي ظهرها، ويقال استحاذ، وهو القياس، واستعارة ذلك كقولهم: اقتعده الشيطان وارتكبه، والأحوذي: الخفيف الحاذق بالشيء، من الحوذ أي: السوق.
حور
- الحور: التردد إما بالذات؛ وإما بالفكر، وقوله عز وجل: ﴿إنه ظن أن لن يحور﴾ [الانشقاق/١٤]، أي: لن يبعث، وذلك نحو قوله: ﴿زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا، قل بلى وربي لتبعثن﴾ [التغابن/١٧]، وحار الماء في الغدير: تردد فيه، وحار في أمره: تحير، ومنه: المحور للعود الذي تجري عليه البكرة لتردده، وبهذا النظر قيل: سير السواني أبدا لا ينقطع (المثل: سير السواني سفر لا ينقطع. اللسان: سنا)، والسواني جمع سانية، وهي ما يستقى عليه من بعير أو ثور، ومحاره الأذن لظاهره المنقعر، تشبيها بمحارة الماء لتردد الهواء بالصوت فيه كتردد الماء في المحارة، والقوم في حور أي: في تردد إلى نقصان، وقوله: (نعوذ بالله من الحور بعد الكور) (الحديث عن عبد الله بن سرجس قال: (كان النبي ﷺ إذا خرج مسافرا يقول: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، وسوء المنظر في الأهل والمال) أخرجه مسلم في الحج برقم (١٣٤٣) ؛ وابن ماجه ٢/١٢٧٩؛ والترمذي (العارضة ١٣/٤) ؛ والنسائي ٨/٢٧٢) أي: من التردد في الأمر بعد المضي فيه، أو من نقصان وتردد في الحال بعد الزيادة فيها، وقيل: حار بعد ما كار.


الصفحة التالية
Icon