والمحاورة والحوار: المرادة في الكلام، ومنه التحاور، قال الله تعالى: ﴿والله يسمع تحاوركما﴾ [المجادلة/١]، وكلمته فما رجع إلي حوارا، أو حويرا أو محورة (انظر أساس البلاغة ص ٩٨؛ ومجمل اللغة ١/٢٥٦)، أي: جوابا، وما يعيش بأحور، أي بعقل يحور إليه، وقوله تعالى: ﴿حور مقصورات في الخيام﴾ [الرحمن/٧٢]، ﴿وحور عين﴾ [الواقعة/٢٢]، جمع أحور وحوراء، والحور قيل: ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد، وأحورت عينه، وذلك نهاية الحسن من العين، وقيل: حورت الشيء: بيضته ودورته، ومنه: الخبز الحوارى، والحواريون أنصار عيسى صلى الله عليه وسلم، قيل: كانوا قصارين (انظر غريب القرآن لليزيدي ص ١٠٦)، وقيل: كانوا صيادين، وقال بعض العلماء: إنما سموا حواريين لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس بإفادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ [الأحزاب/٣٣]، قال: وإنما قيل: كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه، وتصور منه من لم يتخصص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامة، قال: وإنما كانوا صيادين لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة، وقودهم إلى الحق، قال صلى الله عليه وسلم: (الزبير ابن عمتي وحواري) (الحديث عن جابر عن النبي ﷺ قال: (الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي) أخرجه أحمد في المسند ٣/٣١٤؛ وانظر الفتح الكبير ٢/١٤٥؛ والرياض النضرة ٤/٢٧٥) وقوله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي حواري وحواري الزبير) (الحديث أخرجه البخاري في الجهاد ٦/٥٣، وفضل أصحاب النبي ٧/٨٠؛ ومسلم في فضائل الصحابة برقم ٢٤١٥؛ وأحمد في المسند ٣/٣٠٧؛ وابن ماجه برقم ٤١٢٢) فتشبيه بهم في النصرة حيث قال: ﴿من أنصاري إلى الله قال الحواريون: نحن أنصار الله﴾ [الصف/١٤].
حاج