خطأ
- الخطأ: العدول عن الجهة، وذلك أضرب: أحدها: أن تريد غير ما تحسن إرادته فتفعله، وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان، يقال خطئ يخطأ، خطأ، وخطأ، قال تعالى: ﴿إن قتلهم كان خطئا كبيرا﴾ [الإسراء/٣١]، قال: ﴿وإن كنا لخاطئين﴾ [يوسف/٩١].
والثاني: أن يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال: أخطأ إخطاء فهو مخطئ، وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل، وهذا المعني بقوله عليه السلام: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) (الحديث عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: (رفع الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) أخرجه أبو القاسم التميمي المعروف بأخي عاصم في فوائده، ورجاله ثقات غير أن فيه انقطاعا. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١١/١٣٣؛ والدارقطني ٤/١٧١؛ وابن ماجه ١/٦٥٩؛ والحاكم ٢/١٩٨؛ وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي؛ وضعفه الإمام أحمد، فقال عبد الله بن أحمد في العلل: سألت أبي عنه فأنكره جدا. وانظر: كشف الخفاء ٢/١٣٥؛ والمقاصد الحسنة ص ٢٢٨؛ وتخريج أحاديث اللمع للغماري ص ١٤٩) وبقوله: (من اجتهد فأخطأ فله أجر (الحديث عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر). أخرجه البخاري ٩/١٩٣ في كتاب الاعتصام بالسنة؛ ومسلم ١٥/١٧١٦ كتاب الأقضية؛ وأبو داود؛ معالم السنن ٤/١٦٠؛ وانظر الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للغماري ص ٢٦٩)، وقوله عز وجل: ﴿ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة﴾ [النساء/٩٢].
والثالث: أن يريد ما لا يحسن فعله ويتفق منه خلافة، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو الذي أراده في قوله:
*أردت مساءتي فاجتررت مسرتي*
*وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري*
(البيت في البصائر ٢/٥٥٢ دون نسبة وفي تفصيل النشأتين ص ١٠٩)


الصفحة التالية
Icon