والخل (انظر: اللسان ١١/٢١٤؛ والمجمل ٢/٢٧٦) : الطريق في الرمل، لتخلل الوعورة، أي: الصعوبة إياه، أو لكون الطريق متخللا وسطه، والخلة: أيضا الخمر الحامضة، لتخلل الحموضة إياها. والخلة: ما يغطى به جفن السيف لكونه في خلالها، والخلة: الاختلال العارض للنفس؛ إما لشهوتها لشيء؛ أو لحاجتها إليه، ولهذا فسر الخلة بالحاجة والخصلة، والخلة: المودة؛ إما لأنها تتخلل النفس، أي: تتوسطها؛ وإما لأنها تخل النفس، فتؤثر فيها تأثير السهم في الرمية؛ وإما لفرط الحاجة إليها، يقال منه: خاللته مخالة وخلالا فهو خليل، وقوله تعالى: ﴿واتخذ الله إبراهيم خليلا﴾ [النساء/١٢٥]، قيل: سماه بذلك لافتقاره إليه سبحانه في كل حال الافتقار المعني بقوله: ﴿إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ [القصص/٢٤]، وعلى هذا الوجه قيل: (اللهم أغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك) (وهذا من قول عمرو بن عبيد، انظر: جواهر الألفاظ ص ٥). وقيل: بل من الخلة، واستعمالها فيه كاستعمال المحبة فيه، قال أبو القاسم البلخي (اسمه عبد الله بن أحمد، أبو القاسم البلخي الكعبي، من روس المعتزلة، توفي ٣١٧ ه، انظر: وفيات الأعيان ٣/٤٥) : هو من الخلة لا من الخلة، قال: ومن قاسه بالحبيب فقد أخطأ؛ لأن الله يجوز أن يحب عبده، فإن المحبة منه الثناء ولا يجوز أن يخاله، وهذا من اشتباه، فإن الخلة من تخلل الود نفسه ومخالطته، كقوله:
*قد تخللت مسلك الروح مني **وبه سمي الخليل خليلا*
(البيت في البصائر ٢/٥٥٧ ولم ينسبه؛ وهو لبشار بن برد في أدب الدنيا والدين ص ١٤٦؛ وتفسير الراغب ورقة ١٧٠)


الصفحة التالية
Icon