والثاني: أن يكونا وصفين، وتقديرهما تقدير (أفعل منه)، نحو: هذا خير من ذاك وأفضل، وقوله: ﴿نأت بخير منها﴾ [البقرة/١٠٦]، وقوله: ﴿وأن تصوموا خير لكم﴾ [البقرة/١٨٤]، فخيرها هنا يصح أن يكون اسما، وأن يكون بمعنى أفعل، ومنه قوله: ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ [البقرة/١٩٧]، تقديره تقدير أفعل منه. فالخير يقابل به الشر مرة، والضر مرة، نحو قوله تعالى: ﴿وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير﴾ [الأنعام/١٧]، وقوله: ﴿فيهن خيرات حسان﴾ [الرحمن/٧٠]، قيل: أصله خيرات، فخفف، فالخيرات من النساء الخيرات، يقال: رجل خير (يقال: رجل خير وخير، كميت وميت. راجع: البصائر ٢/٧٤) وامرأة خيرة، وهذا خير الرجال، وهذه خيرة النساء، والمراد بذلك المختارات، أي: فيهن مختارات لا رذل فيهن. والخير: الفاضل المختص بالخير، يقال: ناقة خيار، وجمل خيار، واستخار الله العبد فخار له، أي: طلب منه الخير فأولاه، وخايرت فلانا كذا فخرته، والخيرة: الحالة التي تحصل للمستخير والمختار، نحو الفعدة والجلسة لحال القاعد والجالس. والاختيار: طلب ما هو خير وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرا؛ وإن لم يكن خيرا، وقوله: ﴿ولقد اخترناهم على علم على العالمين﴾ [الدخان/٣٢]، يصح أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى إياهم خيرا، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم. والمختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول.
خوار
- قوله تعالى: ﴿عجلا جسدا له خوار﴾ [الأعراف/١٤٨]. الخوار مختص بالبقر، وقد يستعار للبعير، ويقالك أرض خوارة، ورمح خوار، أي: فيه خور. والخوران: يقال لمجرى الروث (انظر: مجمل اللغة ٢/٣٠٦)، وصوت البهائم.
خوض


الصفحة التالية
Icon