بل يدرك علمهم ذلك في الآخرة، أي: إذا حصلوا في الآخرة؛ لأن ما يكون ظنونا في الدنيا، فهو في الآخرة يقين.
درهم
- قال تعالى: ﴿وشروه بثمن بخس دراهم معدودة﴾ [يوسف/٢٠]، الدرهم: الفضة المطبوعة المتعامل بها.
درى
- الدراية: المعرفة المدركة بضرب من الحيل، يقال: دريته، ودريت به، درية، نحو: فطنة، وشعرة، وادريت قال الشاعر:
*وماذا يدري الشعراء مني**وقد جاوزت رأس الأربعين*
(البيت لسحيم بن وثيل الرياحي. وهو في البصائر ٢/٥٩٧؛ والمجمل ٢/٣٥٤؛ واللسان (درى) )
والدرية: لما يتعلم عليه الطعن، وللناقة التي ينصبها الصائد ليأنس بها الصيد، فيستتر من ورائها فيرميه، والمدرى: لقرن الشاة؛ لكونها دافعة به عن نفسها، وعنه استعير المدرى لما يصلح به الشعر، قال تعالى: ﴿لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا﴾ [الطلاق/١]، وقال: ﴿وإن أدري لعله فتنة لكم﴾ [الأنبياء/١١١]، وقال: ﴿وما كنت تدري ما الكتاب﴾ [الشورى/٥٢]، وكل موضع ذكر في القرآن ﴿وما أدراك﴾، فقد عقب ببيانه (راجع: الإتقان للسيوطي ١/١٩٠؛ وقد نقل هذا القاعدة عن المؤلف ونسبها إليه؛ وذكرها قبله المبرد في ما اتفق لفظه ص ٧٣)، نحو ﴿وما أدراك ماهية *** نار حامية﴾ [القارعة/١٠ - ١١]، ﴿وما أدراك ما ليلة القدر *** ليلة القدر﴾ [القدر/٢ - ٣]، ﴿وما أدراك ما الحاقة﴾ [الحاقة/٣]، ﴿ثم ما أدراك ما يوم الدين﴾ [الانفطار/١٨] وقوله: ﴿قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به﴾ [يونس/١٦]، ومن قولهم: دريت، ولو كان من درأت لقيل: ولا أدرأتكموه. وكل موضع ذكر فيه: ﴿وما يدريك﴾ لم يعقبه بذلك، نحو: ﴿وما يدريك لعله يزكى﴾ [عبس/٣٠]، ﴿وما يدريك لعل الساعة قريب﴾ [الشورى/١٧]، والدراية لا تستعمل في الله تعالى، وقول الشاعر:
*لا هم لا أدري وأنت الداري*
(هذا شطر بيت، وعجزه:
*كل امرئ منك على مقدار*