وقوله تعالى: ﴿وإن يسلبهم الذباب شيئا﴾ [الحج/٧٣]، فهو المعروف، وذباب العين: إنسانها، سمي به لتصوره بهيئته، أو لطيران شعاعه طيران الذباب. وذباب السيف تشبيها به في إيذائه، وفلان ذباب: إذا كثر التأذي به. وذببت عن فلان: طردت عنه الذباب، والمذبة: ما يطرد به، ثم استعير الذب لمجرد الدفع، فقيل: ذببت عن فلان، وذب البعير: إذا دخل ذباب في أنفه. وجعل بناؤه بناء الأدواء نحو: زكم. وبعير مذبوب، وذب جسمه: هزل فصار كذباب، أو كذباب السيف، والذبذبة: حكاية صوت الحركة للشيء المعلق، ثم استعير لكل اضطراب وحركة، قال تعالى: ﴿مذبذبين بين ذلك﴾ [النساء/١٤٣]، أي: مضطربين مائلين تارة إلى المؤمنين، وتارة إلى الكافرين، قال الشاعر:
*- ترى كل ملك دونها يتذبذب *
(هذا عجز بيت، وشطره:
*ألم تر أن الله أعطاك سورة*
وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٨)
وذببنا إبلنا: سقناها سوقا شديدا بتذبذب، قال الشاعر:
*يذبب ورد على إثره*
(هذا شطر بيت، عجزه:
*وأمكنه وقع مردى خشب*
وهو لعنترة في ديوانه ص ٣٢ والمجمل ٢/٣٥٦؛ ونظام الغريب ص ٢٢٢)
ذبح
- أصل الذبح: شق حلق الحيوانات. والذبح: المذبوح، قال تعالى: ﴿وفديناه بذبح عظيم﴾ [الصافات/١٠٧]، وقال: ﴿إن الله يآمركم أن تذبحوا بقرة﴾ [البقرة/٦٧]، وذبحت الفارة (الفارة: المسك) : شققتها، تشبيها بذبح الحيوان، وكذلك: ذبح الدن (قال ابن فارس: وذبحت الدن: إذا بزلته. المجمل ٢/٣٦٤
وفي اللسان: وبزل الخمر: ثقب إناءها. اللسان: (بزل) )، وقوله: ﴿يذبحون أبناءكم﴾ [البقرة/٤٩]، على التكثير، أي: يذبح بعضهم إثر بعض. وسعد الذابح اسم نجم، وتسمى الأخاديد من السيل مذابح.
ذخر


الصفحة التالية
Icon