وكل قول يقال له ذكر، فمن الذكر باللسان قوله تعالى: ﴿لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم﴾ [الأنبياء/١٠]، وقوله تعالى: ﴿وهذا ذكر مبارك أنزلناه﴾ [الأنبياء/٥٠]، وقوله: ﴿هذا ذكر من معي وذكر من قبلي﴾ [الأنبياء/٢٤]، وقوله: ﴿أأنزل عليه الذكر من بيننا﴾ [ص/٨]، أي: القرآن، وقوله: تعالى: ﴿ص والقرآن ذي الذكر﴾ [ص/١]، وقوله: ﴿وإنه لذكر لك ولقومك﴾ [الزخرف/٤٤]، أي: شرف لك ولقومك، وقوله: ﴿فاسألوا أهل الذكر﴾ [النحل/٤٣]، أي: الكتب المتقدمة. وقوله: ﴿قد أنزل الله إليكم ذكرا *** رسولا﴾ [الطلاق/١٠ - ١١]، فقد قيل: الذكر هاهنا وصف للنبي ﷺ (وهذا قول ابن عباس، أخرجه عنه ابن مردويه. انظر: الدر المنثور ٨/٢٠٩)، كما أن الكلمة وصف لعيسى عليه السلام من حيث إنه بشر به في الكتب المتقدمة، فيكون قوله: (رسولا) بدلا منه. وقيل: (رسولا) منتصب بقوله (ذكرا) (انظر: الأقوال في انتصاب (ذكرا) في إعراب القرآن للعكبري ٢/٢٢٨) كأنه قال: قد أنزلنا إليكم كتابا ذكرا رسولا يتلو، نحو قوله: ﴿أو إطعام في يوم ذي مسغبة *** يتيما﴾ [البلد/١٤ - ١٥]، ف (يتيما) نصب بقوله (إطعام). ومن الذكر عن النسيان قوله: ﴿فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره﴾ [الكهف/٦٣]، ومن الذكر بالقلب واللسان معا قوله تعالى: ﴿فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا﴾ [البقرة/٢٠٠]، وقوله: ﴿فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم﴾ [البقرة/١٩٨]، وقوله: ﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر﴾ [الأنبياء/١٠٥]، أي: من بعد الكتاب المتقدم.


الصفحة التالية
Icon