وقوله: ﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا﴾ [الدهر/١]، أي: لم يكن شيئا موجودا بذاته، وإن كان موجودا في علم الله تعالى. وقوله: ﴿أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل﴾ [مريم/٦٧]، أي: أولا يذكر الجاحد للبعث أول خلقه، فيستدل بذلك على إعادته، وكذلك قوله تعالى: ﴿قل يحييها الذي أنشأها أول مرة﴾ [يس/٧٩]، وقوله: ﴿وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده﴾ [الروم/٢٧]، وقوله: ﴿ولذكر الله أكبر﴾ [العنكبوت/٤٥]، أي: ذكر الله لعبده أكبر من ذكر العبد له، وذلك حث على الإكثار من ذكره. والذكرى: كثرة الذكر، وهو أبلغ من الذكر، قال تعالى: ﴿رحمة منا وذكرى لأولي الألباب﴾ [ص/٤٣]، ﴿وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين﴾ [الذاريات/٥٥]، في آي كثيرة. والتذكرة: ما يتذكر به الشيء، وهو أعم من الدلالة والأمارة، قال تعالى: ﴿فما لهم عن التذكرة معرضين﴾ [المدثر/٤٩]، ﴿كلا إنها تذكرة﴾ [عبس/١١]، أي: القرآن. وذكرته كذا، قال تعالى: ﴿وذكرهم بأيام الله﴾ [إبراهيم/٥]، وقوله: ﴿فتذكر إحاهما الأخرى﴾ [البقرة/٢٨٢]، قيل: معناه تعيد ذكره، وقد قيل: تجعلها ذكرا في الحكم (راجع: المدخل لعلم تفسير كتاب الله ص ١٠٩).


الصفحة التالية
Icon