وقيل: هو منسوب إلى الرب الذي هو المصدر، وهو الذي يرب العلم كالحكيم، وقيل: منسوب إليه، ومعناه، يرب نفسه بالعلم، وكلاهما في التحقيق متلازمان؛ لأن من رب نفسه بالعلم فقد رب العلم، ومن رب العلم فقد رب نفسه به. وقيل: هو منسوب إلى الرب، أي: الله تعالى، فالرباني كقولهم: إلهي، وزيادة النون فيه كزيادته في قولهم: لحياني، وجسماني (راجع: تفسير القرطبي ٤/١٢٢؛ وعمدة الحفاظ: رب). قال علي رضي الله عنه: (أنا رباني هذه الأمة) والجمع ربانيون. قال تعالى: ﴿لولا ينهاهم الربانيون والأحبار﴾ [المائدة/٦٣]، ﴿كونوا ربانيين﴾ [آل عمران/٧٩]، وقيل: رباني لفظ في الأصل سرياني، وأخلق بذلك (قال السمين: فقد اختار غير المختار. عمدة الحفاظ: رب)، فقلما يوجد في كلاهم، وقوله تعالى: ﴿ربيون كثير﴾ [آل عمران/١٤٦]، فالربي كالرباني. والربوبية مصدر، يقال في الله عز وجل، والربابة تقال في غيره، وجمع الرب أرباب، قال تعالى: ﴿أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار﴾ [يوسف/٣٩]، ولم يكن من حق الرب أن يجمع إذ كان إطلاقه لا يتناول إلا الله تعالى، لكن أتى بلفظ الجمع فيه على حسب اعتقاداتهم، لا على ما عليه ذات الشيء في نفسه، والرب لا يقال في التعارف إلا في الله، وجمعه أربة، وربوب، قال الشاعر:
*كانت أربتهم بهز وغرهم ** عقد الجوار وكانوا معشرا غدرا*
(البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١/٤٤؛ والمجمل ٢/٣٧١؛ واللسان (ربب).
قال ابن فارس: والمعاهدون أربة. وبهز: حي من سليم)
وقال آخر:
*وكنت امرأ أفضت إليك ربابتي ** وقبلك ربتني فضعت*
ربوب
(البيت لعلقمة بن عبدة، وهو في ديوانه ص ٤٣؛ والمجمل ٢/٣٧١؛ واللسان (ربب) ؛ والمفضليات ص ٣٩٤.
ومطلع القصيدة:
*طحا بك قلب في الحسان ** بعيد الشباب عصر حان مشيب) *


الصفحة التالية
Icon