وقيل: أصله من: لاه يلوه لياها، أي: احتجب. قالوا: وذلك إشارة إلى ما قال تعالى: ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار﴾ [الأنعام/١٠٣]، والمشار إليه بالباطن في قوله: ﴿والظاهر والباطن﴾ [الحديد/٣].
وإله حقه ألا يجمع، إذ لا معبود سواه، لكن العرب لاعتقادهم أن ههنا معبودات جمعوه، فقالوا: الآلهة. قال تعالى: ﴿أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا﴾ [الأنبياء/٤٣]، وقال: ﴿ويذرك وآلهتك﴾ [الأعراف/١٢٧] وقرئ: (وإلاهتك) (وبها قرأ علي بن أبي طالب وابن عباس والضحاك، وهي قراءة شاذة، راجع: القرطبي ٧/٢٦٢) أي: عبادتك. ولاه أنت، أي: لله، وحذف إحدى اللامين.
(اللهم) قيل: معناه: يا الله، فأبدل من الياء في أوله الميمان في آخره (وهذا قول الخليل رحمه الله، انظر: اللسان (أله) ؛ ومعاني الفراء ١/٢٠٣؛ والغريبين للهروي ١/٧٩)، وخص بدعاء الله، وقيل: تقديره: يا الله أمنا بخير (وهذا قول الفراء، ذكره في معاني القرآن ١/٢٠٣)، مركب تركيب حيهلا.
إلى
- إلى: حرف يحد به النهاية من الجوانب الست وألوت في الأمر: قصرت فيه، هو منه، كأنه رأى فيه الانتهاء، وألوت فلانا، أي: أوليته تقصيرا نحو: كسبته، أي: أوليته كسبا، وما ألوته جهدا، أي: ما أوليته تقصيرا بحسب الجهد، فقولك: (جهدا) تمييز، وكذلك: وما ألوته نصحا. وقوله تعالى: ﴿لا يألونكم خبالا﴾ [آل عمران/١١٨] منه، أي: لا يقصرون في جلب الخبال، وقال تعالى: ﴿ولا يأتل أولو الفضل منكم﴾ [النور/٢٢] قيل: هو يفتعل من ألوت، وقيل: هو من: آليت: حلفت. وقيل: نزل ذلك في أبي بكر، وكان قد حلف على مسطح أن يزوي عنه فضله (وأخرج هذا البخاري في التفسير ٨/٤٥٥ ومسلم برقم ٢٧٧٠).
ورد هذا بعضهم بأن افتعل قلما يبنى من (أفعل)، إنما يبنى من (فعل)، وذلك مثل: كسبت واكتسبت، وصنعت واصطنعت، ورأيت وارتأيت.


الصفحة التالية
Icon