وروي: (لا دريت ولا ائتليت) (وهذه الرواية هي التي صوبها ابن الأنباري وقال: (ولا تليت) خطأ. راجع الغريبين ١/٨١ والحديث أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد، وفي البخاري عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: (وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من جديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقيلين).
انظر فتح الباري ٣/٢٣٢؛ ومسلم في الجنة ونعيمها، باب عرض مقعد الميت (٢٨٧٠) ؛ وانظر: شرح السنة ٥/٤١٥؛ والترغيب والترهيب ٤/١٨٥؛ والمسند ٣/١٢٦.
والرواية التي ذكرها المؤلف حكاها ابن قتيبة عن يونس بن حبيب، وحكي ذلك عن الأصمعي وبه جزم الخطابي.
وقال ابن السكيت: قوله: (ولا تليت) إتباع ولا معنى لها) وذلك: افتعلت من قولك: ما ألوته شيئا، كأنه قيل: ولا استطعت.
وحقيقة الإيلاء والألية: الحلف المقتضي لتقصير في الأمر الذي يحلف عليه.
وجعل الإيلاء في الشرع للحلف المانع من جماع المرأة، وكيفيته وأحكامه مختصة بكتب الفقه.
﴿فاذكروا آلاء الله﴾ [الأعراف/٦٩] أي: نعمه، الواحد: ألا وإلى، نحو أنا وإنى لواحد الآناء. وقال بعضهم في قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة *** إلى ربها ناظرة﴾ [القيامة/٢٢ - ٢٣] : إن معناه: إلى نعمة ربها منتظرة، وفي هذا تعسف من حيث البلاغة (وهذا قول المعتزلة قدروا ذلك لأنهم ينفون رؤية الله تعالى، والمؤلف يرد قولهم).
و (ألا) للاستفتاح، و (إلا) للاستثناء، وأولاء في قوله تعالى: ﴿ها أنتم أولاء تحبونهم﴾ [آل عمران/١١٩] وقوله: أولئك: اسم مبهم موضوع لإشارة إلى جمع المذكر والمؤنث، ولا واحد له من لفظه، وقد يقصر نحو قول الأعشى:
*هؤلا ثم هؤلا كلا أع**طيت نوالا محذوة*
بمثال (البيت في ديوانه من قصيدة يمدح بها الأسود بن المنذر اللخمي، مطلعها:
*ما بكاء الكبير بالأطلال ** وسؤالي فهل يرد سؤالي*


الصفحة التالية
Icon