- الرحم: رحم المرأة، وامرأة رحوم تشتكي رحمها. ومنه استعير الرحم للقرابة؛ لكونهم خارجين من رحم واحدة، يقال: رحم ورحم قال تعالى: -ayah text-primary">﴿وأقرب رحما﴾ [الكهف/٨١]، والرحمة رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وقد تستعمل تارة في الرقة المجردة، وتارة في الإحسان المجرد عن الرقة، نحو: رحم الله فلانا. وإذا وصف به الباري فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة، وعلى هذا روي أن الرحمة من الله إنعام وإفضال، ومن الآدميين رقة وتعطف. وعلى هذا قول النبي ﷺ ذاكرا عن ربه (أنه لما خلق الرحم قال له: أنا الرحمن، وأنت الرحم، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتته) (الحديث، عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (قال الله: أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته) أخرجه الترمذي وقال: حديث صحيح، انظر: عارضة الأحوذي ٨/١٠؛ وأخرجه الحاكم ٤/١٥٧ وصححه، ووافقه الذهبي؛ وأحمد برقم ١٦٨٠؛ وأبو داود في الزكاة برقم ١٦٩٤؛ باب صلة الرحم. وانظر: شرح السنة ١/١٧٩ - ١٨٠) فذلك إشارة إلى ما تقدم، وهو أن الرحمة منطوية على معنيين: الرقة والإحسان، فركز تعالى في طبائع الناس الرقة، وتفرد بالإحسان، فصار كما أن لفظ الرحم من الرحمة، فمعناه الموجود في الناس من المعنى الموجود لله تعالى، فتناسب معناهما تناسب لفظيهما. والرحمن والرحيم، نحو: ندمان ونديم، ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى من حيث إن معناه لا يصح إلا له، إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة، والرحيم يستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمته، قال تعالى: -ayah text-primary">﴿إن الله غفور رحيم﴾ [البقرة/١٨٢]، وقال في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: -ayah text-primary">﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم﴾ [التوبة/١٢٨]، وقيل: إن الله تعالى: هو رحمن الدنيا، ورحيم الآخرة، وذلك أن إحسانه في الدنيا يعم