وقوله تعالى: ﴿فردوا أيديهم في أفواههم﴾ [إبراهيم/٩]، قيل: عضوا الأنامل غيظا، وقيل: أومؤوا إلى السكوت وأشاروا باليد إلى الفم، وقيل: ردوا أيديهم في أفواه الأنبياء فأسكتوهم، واستعمال الرد في ذلك تنبيها أنهم فعلوا ذلك مرة بعد أخرى. وقوله تعالى: ﴿لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا﴾ [البقرة/١٠٩]، أي: يرجعونكم إلى حال الكفر بعد أن فارقتموه، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين﴾ [آل عمران/١٠٠]، والارتداد والردة: الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكن الردة تختص بالكفر، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره، قال تعالى: ﴿إن الذين ارتدوا على أدبارهم﴾ [محمد/٢٥]، وقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه﴾ [المائدة/٥٤]، وهو الرجوع من الإسلام إلى الكفر، وكذلك: ﴿ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر﴾ [البقرة/٢١٧]، وقال عز وجل: ﴿فارتدا على آثارهما قصصا﴾ [الكهف/٦٤]، ﴿إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى﴾ [محمد/٢٥]، وقال تعالى: ﴿ونرد على أعقابنا﴾ [الأنعام/٧١]، وقوله تعالى: ﴿ولا ترتدوا على أدباركم﴾ [المائدة/٢١]، أي: إذا تحققتم أمرا وعرفتم خيرا فلا ترجعوا عنه.


الصفحة التالية
Icon