انظر: أخباره في وفيات الأعيان ٥/٣٥٠؛ والكامل لابن الأثير؛ وشذرات الذهب ١/٩٥) وأولاده: المهالبة. والإرسال يقال في الإنسان، وفي الأشياء المحبوبة، والمكروهة، وقد يكون ذلك بالتسخير، كإرسال الريح، والمطر، نحو: ﴿وأرسلنا السماء عليهم مدرارا﴾ [الأنعام/٦]، وقد يكون ببعث من له اختيار، نحو إرسال الرسل، قال تعالى: ﴿ويرسل عليكم حفظة﴾ [الأنعام/٦١]، ﴿فأرسل فرعون في المدائن حاشرين﴾ [الشعراء/٥٣]، وقد يكون ذلك بالتخلية، وترك المنع، نحو قوله: ﴿ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا﴾ [مريم/٨٣]، والإرسال يقابل الإمساك. قال تعالى: ﴿ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده﴾ [فاطر/٢]، والرسل من الإبل والغنم: ما يسترسل في السير، يقال: جاءوا أرسالا، أي: متتابعين، والرسل: اللبن الكثير المتتابع الدر.
رسا
- يقال: رسا الشيء يرسو: ثبت، وأرساه غيره، قال تعالى: ﴿وقدور راسيات﴾ [سبأ/١٣]، وقال: ﴿رواسي شامخات﴾ [المرسلات/٢٧]، أي: جبالا ثابتات، ﴿والجبال أرساها﴾ [النازعات/٣٢]، وذلك إشارة إلى نحو قوله تعالى: ﴿والجبال أوتادا﴾ [النبأ/٧]، قال الشاعر:
*ولا جبال إذا لم ترس أوتاد*
(هذا عجز بيت، وشطره:
*البيت لا يبتنى إلا له عمد*
وهو للأفوه الأودي، من قصيدة له، وفيها يقول:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تلفى الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولوا فبالأشرار تنقاد
وهو في الحماسة البصرية ٢/٦٩؛ والاختيارين ص ٧٦؛ وأمالي القالي ٢/٢٢٥؛ والطرائف الأدبية ص ٩)
وألقت السحابة مراسيها، نحو: ألقت طنبها (ألقت السحابة مراسيها: استقرت وجادت.


الصفحة التالية
Icon