وذلك لكون النفس بعض الروح كتسمية النوع باسم الجنس، نحو تسمية الإنسان بالحيوان، وجعل اسما للجزء الذي به تحصل الحياة والتحرك، واستجلاب المنافع واستدفاع المضار، وهو المذكور في قوله: ﴿ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي﴾ [الإسراء/٨٥]، ﴿ونفخت فيه من روحي﴾ [الحجر/٢٩]، وإضافته إلى نفسه إضافة ملك، وتخصيصه بالإضافة تشريفا له وتعظيما، كقوله: ﴿وطهر بيتي﴾ [الحج/٢٦]، ﴿ويا عبادي﴾ [الزمر/٥٣]، وسمي أشراف الملائكة أرواحا، نحو: ﴿يوم يقوم الروح والملائكة صفا﴾ [النبأ/٣٨]، ﴿تعرج الملائكة والروح﴾ [المعارج/٤]، ﴿نزل به الروح الأمين﴾ [الشعراء/١٩٣]، سمي به جبريل، وسماه بروح القدس في قوله: ﴿قل نزله روح القدس﴾ [النحل/١٠٢]، ﴿وأيدناه بروح القدس﴾ [البقرة/٢٥٣]، وسمي عيسى عليه السلام روحا في قوله: ﴿وروح منه﴾ [النساء/١٧١]، وذلك لما كان له من إحياء الأموات، وسمي القرآن روحا في قوله: ﴿وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا﴾ [الشورى/٥٢]، وذلك لكون القرآن سببا للحياة الأخروية الموصوفة في قوله: ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾ [العنكبوت/ ٦٤]، والروح التنفس، وقد أراح الإنسان إذا تنفس. وقوله: ﴿فروح وريحان﴾ [الواقعة/٨٩]، فالريحان: ما له رائحة، وقيل: رزق، ثم يقال للحب المأكول ريحان في قوله: ﴿والحب ذو العصف والريحان﴾ [الرحمن/١٢]، وقيل لأعرابي: إلى أين؟ فقال: أطلب من ريحان الله، أي: من رزقه، والأصل ما ذكرنا. وروي: (الولد من ريحان الله) (الحديث عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الولد من ريحان الجنة). أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٤/١٤٦٧؛ وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق آخر عن خولة بنت حكيم؛ وانظر: الفتح الكبير ٣/٣٠٨) وذلك كنحو ما قال الشاعر:
*يا حبذا ريح الولد ** ريح الخزامى في البلد*
(البيت لأعرابية ترقص ولدها، وبعده:
*أهكذا كل ولد**أم لم تلد قبلي أحد*


الصفحة التالية
Icon