وهو في ربيع الأبرار ٣/٥٢١؛ وشرح نهج البلاغة ٣/٢٢)
أو لأن الولد من رزق الله تعالى. والريح معروف، وهي فيما قيل الهواء المتحرك. وعامة المواضع التي ذكر الله تعالى فيها إرسال الريح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب، وكل موضع ذكر فيه بلفظ الجمع فعبارة عن الرحمة، فمن الريح: ﴿إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا﴾ [القمر/١٩]، ﴿فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا﴾ [الأحزاب/٩]، ﴿كمثل ريح فيها صر﴾ [آل عمران/١١٧]، ﴿اشتدت به الريح﴾ [إبراهيم/١٨]. وقال في الجمع: ﴿وأرسلنا الرياح لواقح﴾ [الحجر/٢٢]، ﴿أن يرسل الرياح مبشرات﴾ [الروم/٤٦]، ﴿يرسل الرياح بشرا﴾ [الأعراف/٥٧]. وأما قوله: ﴿يرسل الريح فتثير سحابا﴾ (سورة الروم: آية ٤٨، وهذه قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف) فالأظهر فيه الرحمة، وقرئ بلفظ الجمع (وبها قرأ نافع وأبو جعفر المدنيان، وأبو عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم الكوفي، ويعقوب البصري.
راجع: الإتحاف ٣٤٨)، وهو أصح. وقد يستعار الريح للغلبة في قوله: ﴿وتذهب ريحكم﴾ [الأنفال/٤٦]، وقيل: أروح الماء: تغيرت ريحه، واختص ذلك بالنتن. وريح الغدير يراح: أصابته الريح، وأراحوا: دخلوا في الرواح، ودهن مروح: مطيب الريح. وروي: (لم يرح رائحة الجنة) (الحديث عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما).